الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذعع ]

                                                          ذعع : الذعاع والذعاع : ما تفرق من النخل ؛ قال طرفة :


                                                          وعذاريكم مقلصة في ذعاع النخل تجترمه



                                                          قال الأزهري : قرأت هذا البيت بخط أبي الهيثم في ذعاع النخل - بالذال بالمعجمة - قال : ودعاع - بالدال المهملة - تصحيف ، قال : ويقال الذعاع ما بين النخلتين - بضم الذال - . والذعذعة : التفريق ، وأصله من إذاعة الخبر وذيوعه ، فلما كرر استعمل كما قالوا من الإناخة : نخنخ بعيره فتنخنخ . وذعذع الشيء والمال ذعذعة فتذعذع : حركه وفرقه ، وقيل : فرقه وبدده ؛ قال علقمة بن عبدة :


                                                          لحى الله دهرا ذعذع المال كله     وسود أشباه الإماء العوارك



                                                          سود من السودد . وذعذعت الريح الشجر : حركته تحريكا شديدا . وذعذعت الريح التراب : فرقته وذرته وسفته ؛ كل ذلك معناه واحد ؛ قال النابغة :


                                                          غشيت لها منازل مقويات     تذعذعها مذعذعة حنون



                                                          قال ابن بري : تذعذع البناء ، أي : تفرقت أجزاؤه . وذعذعهم الدهر ، أي : فرقهم .

                                                          وفي حديث علي - رضوان الله عليه - أنه قال لرجل : ما فعلت بإبلك ؟ وكانت له إبل كثيرة ، فقال : ذعذعتها النوائب وفرقتها الحقوق ، فقال : ذاك خير سبلها ، أي : خير ما خرجت فيه ، ومنه حديث ابن الزبير : أن نابغة بني جعدة مدحه مدحة فقال فيها :


                                                          لنجبر منه جانبا ذعذعت به     صروف الليالي والزمان المصمم



                                                          وذعذعة السر : إذاعته . ورجل ذعذاع إذا كان مذياعا للسر نماما لا يكتم سرا . وتذعذع شعره إذا تشعث وتمرط . والذعاع : الفرق ، الواحدة ذعاعة ، وربما قالوا تفرقوا ذعاذع . ورجل مذعذع إذا كان دعيا . قال أبو منصور : ولم يصح عندي من جهة من يوثق به ، والصواب مدغدغ - بالغين المعجمة - ولا يبعد أن يكون المذعذع الدعي ، فإن ابن الأثير ذكر في النهاية : وفي حديث جعفر الصادق : لا يحبنا أهل البيت المذعذع ، قالوا : وما المذعذع ؟ قال : ولد الزنا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية