الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 346 ] [سورة البروج]

                                                                                                                                                                                                مكية، وآياتها 22 [نزلت بعد الشمس]

                                                                                                                                                                                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود

                                                                                                                                                                                                هي البروج الاثنا عشر، وهي قصور السماء على التشبيه. وقيل: البروج النجوم التي هي منازل القمر. وقيل: عظام الكواكب. سميت بروجا لظهورها. وقيل: أبواب السماء واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد ومشهود يعني وشاهد في ذلك اليوم ومشهود فيه. والمراد بالشاهد: من يشهد فيه من الخلائق كلهم; وبالمشهود: ما في ذلك اليوم من عجائبه. وطريق تنكيرهما: إما ما ذكرته في قوله: علمت نفس ما أحضرت [التكوير: 14]. كأنه قيل: وما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود. وإما الإبهام في الوصف، كأنه قيل: وشاهد مشهود لا يكتنه وصفهما. وقد اضطربت أقاويل المفسرين فيهما; فقيل: الشاهد والمشهود: محمد صلى الله عليه وسلم، ويوم القيامة. وقيل: عيسى وأمته. لقوله: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم [المائدة: 117]. وقيل: أمة محمد ، وسائر الأمم. وقيل: يوم التروية، ويوم عرفة، وقيل: يوم عرفة، ويوم الجمعة. وقيل: الحجر الأسود والحجيج. وقيل: الأيام والليالي وبنو آدم. وعن الحسن : ما من يوم إلا وينادي: إني يوم جديد وإني على ما يعمل في شهيد; فاغتنمني، فلو غابت شمس لم تدركني إلى يوم القيامة; وقيل: الحفظة وبنو آدم. وقيل: الأنبياء ومحمد عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية