الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 344 ) باب استحباب الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن النبيذ مسكرا .

              [ ص: 1384 ] 2947 - ثنا محمد بن أبان ، ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي ، عن حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله ؛ ح وثنا أبو بشر الواسطي ، ثنا خالد ، عن حميد ، عن بكر ، وهذا حديث ابن أبي عدي : جاء أعرابي إلى السقاية فشرب نبيذا ، فقال : ما بال أهل هذا البيت يسقون النبيذ ، وبنو عمهم يسقون اللبن والعسل ؟ أمن بخل أم من حاجة ، فقال ابن عباس وذاك بعد ما ذهب بصره : علي بالرجل . فأتي به ، فقال : إنه ليست بنا حاجة ولا بخل ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد وهو على بعيره وخلفه أسامة بن زيد فاستسقى فسقيناه نبيذا فشرب ، ثم ناول فضله أسامة ، فقال : " قد أحسنتم وأجملتم وكذلك فافعلوا " ، فنحن لا نريد أن نغير ذلك .

              قال أبو بكر : وهذا الخبر من الجنس الذي نقول في كتبنا إن الله - عز وجل - يبيح الشيء بذكر مجمل ويبين في آية أخرى على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن ما أباحه بذكر مجمل أراد به بعض ذلك الشيء الذي ذكره مجملا لا جميعه ، وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيح الشيء بذكر مجمل ، ويبينه في وقت تال أن ما أجمل ذكره أراد به بعض ذلك الشيء لا جميعه كقوله : وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود [ البقرة : 187 ] . فأجمل في هذه الآية ذكر المأكول والمشروب ، وبين في غير هذا الموضع أنه إنما أباح بعض المأكول ، وبعض المشروب لا جميعه ، وهذا باب طويل قد بينته في غير موضع من كتبنا ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أباح الشرب من نبيذ السقاية إذا لم يكن مسكرا ؛ لأنه أعلم أن المسكر حرام .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية