الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذنن ]

                                                          ذنن : ذن الشيء يذن ذنينا سال . والذنين والذنان : المخاط الرقيق الذي يسيل من الأنف ، وقيل : هو المخاط ما كان ، عن اللحياني . وقيل : هو الماء الرقيق الذي يسيل من الأنف ، عنه أيضا ، وقال مرة : هو كل ما سال من الأنف . وذن أنفه يذن إذا سال ، وقد ذننت يا رجل تذن ذننا وذننت أذن ذننا ، ورجل أذن وامرأة ذناء . والأذن أيضا : الذي يسيل منخراه جميعا ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ، والذي يسيل منه الذنين . ابن الأعرابي : التذنين سيلان الذنين ، والذنانى شبه المخاط يقع من أنوف الإبل ، وقال كراع : إنما هو الذنانى ، وقال قوم لا يوثق بهم : إنما هو الزنانى . والذنن : سيلان العين . والذناء : المرأة لا ينقطع حيضها ، وامرأة ذناء من ذلك . وأصل الذنين في الأنف إذا سال . ومنه قول المرأة للحجاج تشفع له في أن يعفي ابنها من الغزو : إنني أنا الذناء أو الضهياء . والذنين : ماء الفحل والحمار والرجل ، قال الشماخ يصف عيرا وأتنه :


                                                          توائل من مصك أنصبته حوالب أسهرته بالذنين



                                                          هكذا رواه أبو عبيد ، ويروى : حوالب أسهريه ، وهذا البيت أورده الجوهري مستشهدا به على الذنين المخاط يسيل من الأنف ، وقال : الأسهران عرقان ، قال ابن بري : وتوائل ، أي : تنجو ، أي : تعدو هذه الأتان الحامل هربا من حمار شديد مغتلم ؛ لأن الحامل تمنع الفحل ، وحوالب : ما يتحلب إلى ذكره من المني ، والأسهران : عرقان يجري فيهما ماء الفحل ، ويقال هما الأبلد والأبلج ، وذن يذن ذنينا إذا سال . الأصمعي : هو يذن في مشيته ذنينا إذا كان يمشي مشية ضعيفة ، وأنشد لابن أحمر :


                                                          وإن الموت أدنى من خيال     ودون العيش تهوادا ذنينا



                                                          أي : لم يرفق بنفسه . والذنانة : بقية الشيء الهالك الضعيف . وإن فلانا ليذن إذا كان ضعيفا هالكا هرما أو مرضا . وفلان يذان فلانا على حاجة يطلبها منه ، أي : يطلب إليه ويسأله إياها . والذنانة ، بالنون والضم : بقية الدين أو العدة ؛ لأن الذبانة - بالباء - بقية شيء صحيح ، والذنانة - بالنون - لا تكون إلا بقية شيء ضعيف هالك يذنها شيئا بعد شيء . وقال أبو حنيفة في الطعام ذنيناء ، ممدود ، ولم يفسره إلا أنه عدله بالمريراء ، وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به . والذنذن : لغة في الذلذل وأسفل القميص الطويل ، وقيل : نونها بدل من لامها . وذناذن القميص : أسافله ، مثل ذلاذله ، واحدها ذنذن وذلذل ، رواه عن أبي عمرو ، وذكر في هذا المكان في الثنائي المضاعف : الذآنين نبت ، واحدها ذؤنون ، وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          كل الطعام يأكل الطائيونا     الحمصيص الرطب والذآنينا



                                                          قال : ومنهم من لا يهمز فيقول ذونون وذوانين للجمع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية