الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذيل ]

                                                          ذيل : الذيل : آخر كل شيء . وذيل الثوب والإزار : ما جر منه إذا أسبل . والذيل : ذيل الإزار من الرداء وهو ما أسبل منه فأصاب الأرض . وذيل المرأة لكل ثوب تلبسه إذا جرته على الأرض من خلفها . الجوهري : الذيل واحد أذيال القميص وذيوله . وذيل الريح : ما انسحب منها على الأرض . وذيل الريح : ما تتركه في الرمال على هيئة الرسن ونحوه كأن ذلك إنما هو أثر ذيل جرته ، قال :


                                                          لكل ريح فيه ذيل مسفور

                                                          وذيلها أيضا : ما جرته على وجه الأرض من التراب والقتام ، والجمع من كل ذلك أذيال وأذيل ، الأخيرة عن الهجري ، وأنشد لأبي البقرات النخعي :


                                                          وثلاثا مثل القطا ماثلات     لحفتهن أذيل الريح تربا



                                                          والكثير ذيول ، قال النابغة :


                                                          كأن مجر الرامسات ذيولها     عليه قضيم نمقته الصوانع



                                                          وقيل : أذيال الريح مآخيرها التي تكسح بها ما خف لها . وذيل الفرس والبعير ونحوهما : ما أسبل من ذنبه فتعلق ، وقيل : ذيله ذنبه . وذال يذيل وأذيل : صار له ذيل . وذال به : شال ، وكذلك الوعل بذنبه . وفرس ذائل : ذو ذيل ، وذيال : طويل الذيل ، وفي الصحاح : طويل الذنب ، والأنثى ذائلة ، وقال ابن قتيبة : ذائل طويل الذيل ، وذيال : طويل الذيل ، وفي التهذيب أيضا : طويل الذنب ، وأنشد ابن بري لعباس بن مرداس :


                                                          وإني حاذر أنمي سلاحي     إلى أوصال ذيال منيع



                                                          فإن كان الفرس قصيرا وذنبه طويلا ، قالوا : ذائل ، والأنثى ذائلة ، أو قالوا : [ ص: 55 ] ذيال الذنب فيذكرون الذنب ، ويقال لذنب الفرس إذا طال ذيل أيضا ، وكذلك الثور الوحشي . والذيال من الخيل : المتبختر في مشيه واستنانه كأنه يسحب ذيل ذنبه . وذال الرجل يذيل ذيلا : تبختر فجر ذيله ، قال طرفة يصف ناقة :


                                                          فذالت كما ذالت وليدة مجلس     تري ربها أذيال سحل ممدد



                                                          يعني أنها جرت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقي الخمر في مجلس .

                                                          وفي حديث مصعب بن عمير : كان مترفا في الجاهلية يدهن بالعبير ويذيل يمنة اليمن ، أي : يطيل ذيلها ، واليمنة ضرب من برود اليمن ويقال : ذالت الجارية في مشيها تذيل ذيلا إذا ماست وجرت أذيالها على الأرض وتبخترت . وذالت الناقة بذنبها إذا نشرته على فخذيها . خالد بن جنبة قال : ذيل المرأة ما وقع على الأرض من ثوبها من نواحيها كلها ، قال : فلا ندعو للرجل ذيلا ، فإن كان طويل الثوب فذلك الإرفال في القميص والجبة . والذيل في درع المرأة أو قناعها إذا أرخته . وتذيلت الدابة : حركت ذنبها من ذلك . والتذيل : التبختر منه . ودرع ذائلة وذائل ومذالة : طويلة . والذائل : الدرع الطويلة الذيل . قال النابغة :


                                                          وكل صموت نثلة تبعية     ونسج سليم كل قضاء ذائل



                                                          يعني سليمان بن داود ، - على نبينا وعليهما السلام - والصموت : الدرع التي إذا صبت لم يسمع لها صوت . وذيل فلان ثوبه تذييلا إذا طوله . وملاء مذيل : طويل الذيل ، وثوب مذيل ، قال الشاعر :


                                                          عذارى دوار في ملاء مذيل

                                                          ويقال : أذال فلان ثوبه أيضا إذا أطال ذيله ، قال كثير :


                                                          على ابن أبي العاصي دلاص حصينة     أجاد المسدي سردها فأذالها



                                                          وأذالت المرأة قناعها ، أي : أرسلته . وحلقة ذائلة ومذالة : رقيقة لطيفة مع طول . والمذال من البسيط والكامل : ما زيد على وتده من آخر البيت حرفان ، وهو المسبغ في الرمل ، ولا يكون المذال في البسيط إلا في المسدس ولا في الكامل إلا من المربع ، مثال الأول قوله :


                                                          إنا ذممنا على ما خيلت     سعد بن زيد وعمرا من تميم



                                                          ومثال الثاني قوله :


                                                          جدث يكون مقامه     أبدا بمختلف الرياح



                                                          فقوله " رن من تميم " مستفعلان ، وقوله " تلفر رياح " متفاعلان ، وقال الزجاج : إذا زيد على الجزء حرف واحد ، وذلك الجزء مما لا يزاحف ، فاسمه المذال نحو متفاعلان أصله متفاعلن فزدت حرفا فصار ذلك الحرف بمنزلة الذيل للقميص . وذال الشيء يذيل : هان وأذلته أنا أهنته ولم أحسن القيام عليه وأذال فلان فرسه وغلامه إذا أهانه . والإذالة : الإهانة .

                                                          وفي الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إذالة الخيل وهو امتهانها بالعمل والحمل عليها ، وفي رواية : بات جبريل - عليه السلام - يعاتبني في إذالة الخيل ، أي : إهانتها والاستخفاف بها ، ومنه الحديث الآخر : أذال الناس الخيل ، وقيل : إنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها . والمذال : المهان ، وقيل للأمة المهانة : المذالة . وفي المثل : أخيل من مذالة وهي الأمة ؛ لأنها تهان وهي تتبختر . ويقال : ذيل ذائل وهو الهوان والخزي . وقولهم : جاء أذيال من الناس ، أي : أواخر منهم قليل . وذالت المرأة والناقة تذيل : هزلت وفسدت . وأذلتها : أهزلتها ، وهو من ذلك . والمذيل والمتذيل : المتبذل . وبنو الذيال : بطن من العرب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية