الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله : ( وهم الخلفاء الراشدون ، والأئمة المهديون ) .

ش : تقدم الحديث الثابت في السنن ، وصححه الترمذي ، عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ، ذرفت [ ص: 727 ] منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : أوصيكم بالسمع والطاعة ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة .

وترتيب الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين في الفضل ، كترتيبهم في الخلافة . ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما من المزية : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين ، ولم يأمرنا في الاقتداء في الأفعال إلا بأبي بكر وعمر ، فقال : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، وفرق بين اتباع سنتهم والاقتداء بهم ، فحال أبي بكر وعمر فوق حال عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين .

وقد روي عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان ، ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان ، وعلى هذا عامة أهل السنة .

وقد تقدم قول عبد الرحمن بن عوف لعلي رضي الله عنهما : إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان .

[ ص: 728 ] وقال أيوب السختياني من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار .

وفي الصحيحين عن ابن عمر ، قال : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية