الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله : ( ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذرياته المقدسين من كل رجس ، فقد برئ من النفاق ) .

ش : تقدم بعض ما ورد في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة رضي الله عنهم .

وفي صحيح مسلم ، عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ، بماء يدعى : خما ، بين مكة والمدينة ، فقال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربي ، فأجيب ربي ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، [ ص: 738 ] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، ثلاثا .

وخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال : ارقبوا محمدا في أهل بيته .

وإنما قال الشيخ رحمه الله : فقد برئ من النفاق - لأن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق ، قصده إبطال دين الإسلام ، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر ذلك العلماء . فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر [ ص: 739 ] الإسلام ، أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه ، كما فعل بولص بدين النصرانية ، فأظهر التنسك ، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى سعى في فتنة عثمان وقتله ، ثم لما قدم علي الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له ، ليتمكن بذلك من أغراضه ، وبلغ ذلك عليا ، فطلب قتله ، فهرب منه إلى قرقيسيا . وخبره معروف في التاريخ . وتقدم أنه من فضله على أبي بكر وعمر جلده جلد المفتري .

وبقيت في نفوس المبطلين خمائر بدعة الخوارج ، من الحرورية والشيعة ، ولهذا كان الرفض باب الزندقة ، كما حكاه القاضي أبو بكر بن [ ص: 740 ] الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام ، قال : فقالوا للداعي : يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك ، واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين ، والتبري من تيم وعدي ، وبني أمية وبني العباس ، وأن عليا يعلم الغيب ! يفوض إليه خلق العالم ! ! وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم ، إلى أن قال فإذا أنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشدا ، أوقفته على مثالب علي وولده ، رضي الله عنهم . انتهى .

ولا شك أنه يتطرق من سب الصحابة إلى سب أهل البيت ، ثم إلى سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ أهل بيته وأصحابه مثل هؤلاء الفاعلين الصانعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية