الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض اختلفوا فيمن نزلت على قولين .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها نزلت في المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول الجمهور ، منهم ابن عباس ، ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن المراد بها قوم لم يكونوا خلقوا حين نزولها ، قاله سلمان الفارسي . وكان الكسائي يقرأ بضم القاف من "قيل" والحاء من "حيل" والغين من "غيض" والجيم من "جيء" والسين من "سيء" و"سيئت" وكان ابن عامر يضم من ذلك ثلاثة "حيل" و"سيق" و"سيء" و"سيئت" . وكان نافع يضم "سيء" و"سيئت" ويكسر البواقي ، والآخرون يكسرون جميع ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الفراء: أهل الحجاز من قريش ومن جاورهم من بني كنانة يكسرون القاف في "قيل" و"جيء" و"غيض" ، وكثير من عقيل ومن جاورهم وعامة أسد ، يشمون إلى الضم من "قيل" و"جيء" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 32 ] وفي المراد بالفساد هاهنا خمسة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنه الكفر ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: العمل بالمعاصي ، قاله: أبو العالية ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه الكفر والمعاصي ، قاله السدي عن أشياخه .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أنه ترك امتثال الأوامر ، واجتناب النواهي ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس: أنه النفاق الذي صادفوا به الكفار ، وأطلعوهم على أسرار المؤمنين ، ذكره شيخنا علي بن عبيد الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية