الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زحح ]

                                                          زحح : قال الله - تعالى - : فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز زحزح أي نحي وبعد . وزح الشيء يزحه زحا : جذبه في عجلة . وزحه يزحه زحا ، وزحزحه فتزحزح : دفعه ونحاه عن موضعه فتنحى وباعده منه ؛ قال ذو الرمة :


                                                          يا قابض الروح عن جسم عصى زمنا وغافر الذنب زحزحني عن النار



                                                          ويقال : هو بزحزح عن ذلك أي ببعد منه . الأزهري : قال بعضهم هذا مكرر من باب المعتل ، وأصله من زاح يزيح إذا تأخر ؛ قال : ومنه قول لبيد :


                                                          زاح عن مثل مقامي وزحل

                                                          ومنه يقال : زاحت علته وأزحتها ، وقيل : هو مأخوذ من الزوح ، وهو السوق الشديد ، وكذلك الذوح . وفي الحديث : من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا ؛ زحزحه أي نحاه عن مكانه وباعده منه . يعني باعده عن النار مسافة تقطع في سبعين سنة ، لأنه كلما مر خريف فقد انقضت سنة ؛ ومنه حديث علي : أنه قال لسليمان بن صرد لما حضره بعد فراغه من الجمل : تزحزحت وتربصت فكيف رأيت الله صنع ؟ ومنه حديث الحسن بن علي : كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح أي وإن أريد تنحيته عن ذلك وأزعج وحمل على الكلام . والزحزاح : موضع ، قال :


                                                          يوعد خيرا وهو بالزحزاح

                                                          وقد يجوز أن يكون الزحزاح هنا اسما من التزحزح أي التباعد والتنحي . وتزحزحت عن المكان وتحزحزت ، بمعنى واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية