الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زرب ]

                                                          زرب : الزرب : المدخل . والزرب والزرب : موضع الغنم ، والجمع فيهما زروب ؛ وهو الزريبة أيضا . والزرب والزريبة : حظيرة الغنم من خشب . تقول : زربت الغنم ، أزربها زربا ، وهو من الزرب الذي هو المدخل . وانزرب في الزرب انزرابا إذا دخل فيه . والزرب والزريبة : بئر يحتفرها الصائد ، يكمن فيها للصيد ؛ وفي الصحاح : قترة الصائد . وانزرب الصائد في قترته : دخل ؛ قال ذو الرمة :


                                                          وبالشمائل ، من جلان ، مقتنص رذل الثياب ، خفي الشخص ، منزرب



                                                          وجلان : قبيلة . والزرب : قترة الرامي ؛ قال رؤبة :


                                                          في الزرب لو يمضغ شريا ما بصق

                                                          والزريبة : مكتن السبع ؛ وفي الصحاح : زريبة السبع ، بالإضافة إلى السبع : موضعه الذي يكتن فيه . والزرابي : البسط ؛ وقيل : كل ما بسط واتكئ عليه ؛ وقيل : هي الطنافس ؛ وفي الصحاح : النمارق ، والواحد من كل ذلك زربية ، بفتح الزاي وسكون الراء ، عن ابن الأعرابي . الزجاج في قوله تعالى : وزرابي مبثوثة ؛ الزرابي البسط ؛ وقال الفراء : هي الطنافس ، لها خمل رقيق . وروي عن المؤرج أنه قال : في قوله - تعالى - : وزرابي مبثوثة ؛ قال : زرابي النبت إذا اصفر واحمر وفيه خضرة ، وقد ازرب ، فلما رأوا الألوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت ؛ وكذلك العبقري من الثياب والفرش ؛ وفي حديث بني العنبر : فأخذوا زربية أمي ، فأمر بها فردت . الزربية : الطنفسة ، وقيل : البساط ذو الخمل ، وتكسر زايها وتفتح وتضم ، وجمعها زرابي . والزربية : القطع الحيري ، وما كان على صنعته . وأزرب البقل إذا بدا فيه اليبس بخضرة وصفرة . وذات الزراب : من مساجد سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين مكة و المدينة . والزرب : مسيل الماء . وزرب الماء وسرب إذا سال . ابن الأعرابي : الزرياب الذهب ، والزرياب : الأصفر من كل شيء . ويقال : للميزاب : المزراب والمرزاب . قال : المزراب لغة في الميزاب ؛ قال ابن السكيت : المئزاب ، وجمعه مآزيب ، ولا يقال المزراب ، وكذلك الفراء و أبو حاتم . وفي حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه : ويل للعرب من شر قد اقترب ، ويل للزربية قيل : وما الزربية ؟ قال : الذين يدخلون على الأمراء ، فإذا قالوا شرا ، أو قالوا شيئا ، قالوا : صدق شبههم في تلونهم بواحدة الزرابي ، وما كان على صنعتها وألوانها ، أو شبههم بالغنم المنسوبة إلى الزرب والزرب ، وهو الحظيرة التي تأوي إليها ، في أنهم ينقادون للأمراء ، ويمضون على مشيتهم انقياد الغنم لراعيها ؛ وفي رجز كعب :


                                                          تبيت بين الزرب والكنيف

                                                          وتكسر زاؤه وتفتح . والكنيف : الموضع الساتر ، يريد أنها تعلف في الحظائر والبيوت ، لا بالكلإ ولا بالمرعى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية