الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زرف ]

                                                          زرف : زرف إليه يزرف زروفا وزريفا : دنا ؛ وقول لبيد :


                                                          بالغرابات فزرافاتها فبخنزير فأطراف حبل



                                                          عنى بذلك ما قرب منها ودنا . وناقة زروف : طويلة الرجلين واسعة الخطو . وناقة زروف ومزراف أي سريعة ، وقد زرفت . وأزرفتها أي حثثتها ؛ قال الراجز :


                                                          يزرفها الإغراء أي زرف

                                                          ومشت الناقة زريفا أي على هينتها ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


                                                          وسرت المطية مودوعة     تضحي رويدا وتمشي زريفا



                                                          تضحي : تمشي على هينتها ، يقول : قد كبرت وصار مشيي رويدا وإنما شدة السير وعجرفيته للشباب ، والرجل في ذلك كالناقة . والزرف : الإسراع . والزراف : السريع . وأزرف القوم إزرافا : عجلوا في هزيمة أو غيرها . وأزرف إذا تقدم ؛ وأنشد :


                                                          تضحي رويدا وتمشي زريفا

                                                          وأزرف في المشي : أسرع . وزرفت وأزرفت إذا تقدمت إليه . وزرفت الناقة : أسرعت . وأزرفتها إذا أخببتها في السير ؛ رواه الصرام عن شمر ، زرفت وأزرفتها ، الزاي قبل الراء . والزرافة : دابة حسنة الخلق من ناحية الحبش وأزرف إذا اشترى الزرافة ، وهي الزرافة والزرافة ، والفتح والتخفيف أفصحهما ، ويقال لها بالفارسية أشتر كاوبلنك وقيل : هي بفتح الزاي وضمها مخففة الفاء . والزرافة والزرافة : منزفة الماء ؛ قال الفرزدق :


                                                          ويبيت ذا الأهداب يعوي     ودونه من الماء زرافاتها وقصورها



                                                          وزرف الجرح يزرف زرفا وزرف زرفا وأزرف ، كل ذلك : انتقض ونكس بعد البرء . وخمس مزرف : متعب ؛ وقال مليح :


                                                          يسير بها للقوم خمس مزرف

                                                          وزرف في حديثه . وزرف على الخمسين : جاوزها . أبو عبيد : أتوني بزرافتهم أي بجماعتهم . قال : وغير القناني يخفف الزرافة ، والتخفيف أجود ، قال : ولا أحفظ التشديد عن غيره . والزرافة ، بالفتح : الجماعة من الناس ، وكان القناني يقوله بتشديد الفاء . والزرافات : الجماعات ؛ قال ابن بري : وذكره ابن فارس بتشديد الفاء وكذا حكاه أبو عبيد في باب فعالة عن القناني ، قال : وكذا ذكره القزاز في كتابه الجامع بتشديد الفاء ؛ يقال : أتاني القوم بزرافتهم مثل الزعارة ، قال : وهذا نص جلي أنه بتشديد الفاء دون الراء ؛ قال : وقد جاء في شعر لبيد بتشديد الراء في قوله :


                                                          بالغرابات فزرافاتها     فبخنزير فأطراف حبل



                                                          قال : وأما قول الحجاج في خطبته : إياي وهذه الزرافات يعني الجماعات ، فالمشهور في هذه الرواية التخفيف ، واحدهم زرافة ، بالفتح ، نهاهم أن يجتمعوا فيكون ذلك سببا لثوران الفتنة . وفي حديث قرة بن خالد : كان الكلبي يزرف في الحديث أي يزيد فيه مثل يزلف ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية