الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زعع ]

                                                          زعع : الزعزعة : تحريك الشيء . زعزعه زعزعة فتزعزع : حركه ليقلعه ؛ قال :


                                                          تطاول هذا الليل وازور جانبه وأرقني أن لا خليل أداعبه     فوالله لولا الله ، لا رب غيره
                                                          لزعزع من هذا السرير جوانبه



                                                          ويروى : لولا الله أني أراقبه ؛ وزعزعت الريح الشجرة زعزعت بها كذلك ؛ وقوله أنشده ثعلب :


                                                          ألا حبذا ريح الصباحين زعزعت     بقضبانه ، بعد الظلال جنوب



                                                          يجوز أن يكون زعزعت به لغة في زعزعته ، ويجوز أن يكون عداها بالباء حيث كانت في معنى دفعت بها ، والاسم من ذلك الزعزاع ؛ قالت الدهناء بنت مسحل :


                                                          إلا بزعزاع يسلي همي     يسقط منه فتخي في كمي



                                                          والزعزاعة : الكتيبة الكثيرة الخيل ؛ ومنه قول زهير يمدح رجلا :


                                                          يعطي جزيلا ويسمو غير متئد     بالخيل للقوم في الزعزاعة الجول



                                                          أراد في الكتيبة التي يتحرك جولها أي ناحيتها وتترمز فأضاف الزعزاعة إلى الجول . وقال ابن بري : الزعزاعة الشدة واستشهد بهذا البيت ، بيت زهير ، وأورده في زعزاعة الجول ، وقال : أي في شدة الجول . وريح زعزع وزعزاع وزعزوع : شديدة ؛ الأخيرة عن ابن جني ؛ قال أبو ذؤيب :


                                                          وراحته بليل زعزع

                                                          وريح زعزعان وزعازع أي تزعزع الأشياء ، وقيل : الزعزعان جمع . والزعازع والزلازل : الشدائد . يقال : كيف أنت في هذه الزعازع إذا أصابته شدائد الدهر . وسير زعزع : شديد ؛ قال ابن أبي عائذ :


                                                          وترمد هملجة زعزعا     كما انخرط الحبل فوق المحال

                                                          وزعزعت الإبل سقتها سوقا عنيفا . ابن الأعرابي : يقال للفالوذ : الملوص والمزعزع والمزعفر واللمص واللواص والمرطراط والسرطراط .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية