الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زعق ]

                                                          زعق : ماء زعاق : مر غليظ لا يطاق شربه من أجوجته ، الواحد والجمع فيه سواء . وأزعق : أنبط ماء زعاقا . وأزعق القوم إذا حفروا فهجموا على ماء زعاق ؛ قال علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه :


                                                          دونكها مترعة دهاقا كأسا زعافا مزجت زعاقا



                                                          [ ص: 33 ] وبئر زعقة : مرة . والزعاق : الماء المر . وطعام زعاق : كثير الملح . وطعام مزعوق : أكثر ملحه . وزعق القدر يزعقها زعقا وأزعقها : أكثر ملحها . وزعق زعقا ، فهو زعق ، وانزعق : فزع بالليل ، ولم يقيده في التهذيب بالليل . وزعقه وزعق به أزعقه ، وهو مزعوق وزعيق : أفزعه ؛ الأخيرة على غير قياس ، ومعناه فهو مذعور ؛ قال :


                                                          يا رب مهر مزعوق     مقيل : أو مغبوق
                                                          من لبن الدهم الروق     حتى شتا كالذعلوق
                                                          أسرع من طرف الموق     وطائر وذي فوق
                                                          وكل شيء مخلوق

                                                          مزعوق أي مذعور ذكي الفؤاد ، وقيل : مزعوق عنا مبالغ في غذائه ؛ قال ابن جني : إن قيل ما بال هذا ونحوه من أفعله فهو مفعول خالف فيه الفعل مسندا إلى الفاعل صورته مسندا إلى المفعول ، وعادة الاستعمال غير هذا ، وهو أن يجيء الضربان معا في عدة واحدة نحو ضربته وضرب وأكرمته وأكرم ، وكذلك مقاد هذا الباب ، قيل : إن العرب لما قوي في أنفسها أمر المفعول حتى كاد أن يلحق عندهم برتبة الفاعل ، وحتى قال سيبويه فيهما ، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم خصوا المفعول إذا أسند الفعل إليه بضربين من الصيغة : أحدهما تغيير صيغة المثال مسندا إلى المفعول عن صورته مسندا إلى الفاعل ، والعدة واحدة وذلك ضرب زيد وضرب وقتل وقتل ، والآخر أنهم لم يقنعوا بهذا القدر من التغيير حتى تجاوزوه إلى أن غيروا عدة الحروف مع ضم أوله ، كما غيروا في الأول الصورة والصيغة وحدها ، وذلك قوله أحببته وحب وأزكمه الله وزكم وأضأده وضئد وأملأه وملئ . والزعق والمزعوق : النشيط الذي يفزع من كل شيء . وهول زعق : شديد ؛ قال :


                                                          من غائلات الليل والهول الزعق

                                                          والزعق بالتحريك : مصدر قولك زعق يزعق ، فهو زعق ، وهو النشيط الذي يفزع مع نشاطه ، وقد أزعقه الخوف حتى زعق وانزعق . وزعق دوابه : طردها مسرعا ؛ قال :


                                                          إن عليها ، فاعلمن ، سائقا     لبا بأعجاز المطي لاحقا
                                                          لا متعبا ولا عنيفا زاعقا

                                                          وقيل : الزاعق الذي يسوق ويصيح بها صياحا شديدا . ابن السكيت : مر يزعق بدوابه زعقا أي يطردها مسرعا ويصيح في آثارها ، وهو رجل ناعق وزعاق ونعار . وزعقة المؤذن : صوته . والزعق : الصياح ، وقد زعقت به زعقا . وزعقته العقرب تزعقه زعقا : لدغته . والزعقوق : فرخ القبج وهو الحجل والكروان ، والأنثى بالهاء ، والجمع الزعاقيق . وقال الأزهري : الزعقوقة فرخ القبج ؛ وأنشد :


                                                          كأن الزعاقيق والحيقطان     يبادرن في المنزل الضيونا

                                                          وفي نوادر العرب : أرض مزعوقة ومدعوقة وممهوقة ومبعوقة ومشحوذة ومسحورة ومسنية إذا أصابها مطر وابل شديد . قال ابن بري : وزعقت الريح التراب أمارته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية