الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زعنف ]

                                                          زعنف : الزعنفة : طائفة من كل شيء ، وجمعها زعانف . ابن سيده : الزعنفة القطعة من الثوب ، وقيل : هو أسفل الثوب المتخرق . والزعانف : أطراف الأديم . عن ثعلب ، وقيل : زعانف الأديم أطرافه التي تشد فيها الأوتاد إذا مد في الدباغ ، الواحدة زعنفة وزعنفة . والزعانف : أجنحة السمك ، والواحد كالواحد ، وكل شيء قصير زعنفة وزعنفة ، وزعانف كل شيء رديئه ورذاله ؛ وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          طيري بمخراق أشم ، كأنه سليم رماح لم تنله الزعانف



                                                          أي لم تنله النساء الزعانف الخسائس ، يقول : لم تنله زعانف النساء أي لم يتزوج لئيمة قط فتناله ، وقيل : إنما سمي رذال الناس زعانف على التشبيه بزعانف الثوب والأديم ، وليس بقوي . الأزهري : إذا رأيت جماعة ليس أصلهم واحدا قلت : إنما هم زعانف بمنزلة زعانف الأديم ، وهي في نواحيه حين تشد فيه الأوتاد إذا مد في الدباغ ؛ قوله [ ص: 36 ] طيري أي اعلقي به ، والمخراق الكريم ، وسليم رماح قد أصابته الرماح مثل سليم من العقرب والحية ، والزعانف : ما تخرق من أسافل القميص ، يشبه به رذال الناس . وفي حديث عمرو بن ميمون : إياكم وهذه الزعانيف الذين رغبوا عن الناس وفارقوا الجماعة ؛ هي الفرق المختلفة وأصلها أطراف الأديم والأكارع ، وقيل : أجنحة السمك ، والياء في زعانيف للإشباع وأكثر ما تجيء في الشعر ، شبه من خرج عن الجماعة بها . الجوهري : الزعنفة ، بالكسر ، القصير ، وأصل الزعانف أطراف الأديم وأكارعه ؛ قال أوس بن حجر :


                                                          فما زال يفري البيد حتى كأنما     قوائمه ، في جانبيه ، الزعانف



                                                          أي كأنها معلقة لا تمس الأرض من سرعته . والزعانف : الأحياء القليلة في الأحياء الكثيرة ، وقيل : هي القطع من القبائل تشذ وتنفرد ، والواحد من كل ذلك زعنفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية