الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زغد ]

                                                          زغد : زغد سقاءه يزغده زغدا إذا عصره حتى تخرج الزبدة من فمه وقد تضايق بها ، وكذلك العكة ، والزبد زغيد . وزغده أي عصر حلقه . ويقال للزبدة : الزغيدة والنهيدة . ويقال : زغد الزبد إذا علا فم السقاء فعصره حتى يخرج ، والزغد : الهدير وهو الزغادب والزغدب ؛ وأنشد الليث :


                                                          برجس بغباغ الهدير الزغد

                                                          وزغد البعير يزغد زغدا : هدر هديرا كأنه يعصره أو يقلعه ، مشتق من ذلك ؛ قال :


                                                          يزغدن بخباخ الهدير زغدا

                                                          وقيل : الزغد من الهدير الذي لا يكاد ينقطع ، وقيل : هو الشديد ، وقيل : ما ردد في الغلصمة ؛ قال ابن سيده : وقوله :

                                                          بخ وبخباخ الهدير الزغد

                                                          يتوجه على هذا كله ؛ قال أبو نخيلة :


                                                          قلخا وبخباخ الهدير الزغد

                                                          قال ابن بري : كذا أورده الجوهري ، والذي في شعره :


                                                          جاءوا بورد فوق كل ورد     بعدد عات على المعتد
                                                          [ ص: 37 ] بخ وبخباخ الهدير الزغد

                                                          أي جاءوا بإبل واردة فوق كل ورد . والعاتي : الذي يعتو على من يعده لكثرته . وبخ : كلمة تقال عند المدح للشيء وتكرر للمبالغة فيه . وأصلها التخفيف ، وقد تشدد ، كما قال الشاعر :


                                                          روافده أكرم الرافدات     بخ لك بخ لبحر خضم !



                                                          وبخ في البيت في صفة العدد أي جاءوا بعدد ذي بخ أي يقول فيه العاد إذا عده : بخ بخ . الأزهري : الزغد تعصير الفحل هديره ، وهدير زغاد ؛ قال رؤبة :


                                                          داري وقبقاب الهدير الزغاد

                                                          وقال أيضا :


                                                          وزبدا من هدره زغادبا     يحسب في أرآده غنادبا



                                                          والغندبة : لحمة صلبة حول الحلقوم . الأصمعي : إذا أفصح الفحل بالهدير قيل : هدر يهدر هدرا ، قال : فإذا جعل يهدر هديرا كأنه يعصره قيل : زغد يزغد زغدا ؛ وقول العجاج :


                                                          يمد زأرا وهديرا زغدبا

                                                          قال ابن سيده : ذهب أحمد بن يحيى إلى أن الباء فيه زائدة ، وذلك أنه لما رآهم يقولون هدير زغد وزغدب اعتقد زيادة الباء في زغدب ؛ قال ابن جني : وهذا تعجرف منه وسوء اعتقاد ويلزم من هذا أن تكون الراء في سبطر ودمثر زائدة لقولهم سبط ودمث ، قال : وسبيل من كانت هذه حاله أن لا يحفل به . وتزغدت الشقشقة في الفم : ملأته ، وقيل : ذهبت وجاءت ، والاسم الزغد . التهذيب : الزغد تزغد الشقشقة وهو الزغدب . ورجل زغد : فدم عيي . ونهر زغاد : كثير الماء ، وقد زغد وزخر وزغر بمعنى واحد ؛ قال أبو الصخر :


                                                          كأن من حل في أعياص دوحته     إذا توالج في أعياص آساد
                                                          إن خاف ثم رواياه على فلج     من فضله ، صخب الآذي زغاد

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية