الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4145 ) مسألة قال : ( فإن اتفقا على أن يأخذ رب الأرض مثل بذره ، ويقتسما ما بقي ، لم يجز ) وكانت للمزارع أجرة مثله . وكذلك يبطل إن أخرج المزارع البذر ، ويصير الزرع للمزارع ، وعليه أجرة الأرض . أما إذا اتفقا على أن يأخذ رب الأرض مثل بذره ، فلا يصح ; لأنه كأنه اشترط لنفسه قفزانا معلومة ، وذلك شرط فاسد ، تفسد به المزارعة ، لأن الأرض ربما لا يخرج منها إلا تلك القفزان ، فيختص رب المال بها ، وربما لا تخرجها الأرض

                                                                                                                                            وأما إذا أخرج المزارع البذر ، فهو مبني على الروايتين في صحة هذا الشرط . وقد ذكر الخرقي ، أنه فاسد . فإذا أخرج المزارع البذر فسدت ، كما لو أخرج العامل في المضاربة رأس المال من عنده . ومتى فسدت المزارعة ، فالزرع لصاحب البذر ; لأنه عين ما له ، ينقلب من حال إلى حال ، وينمو ، فصار كصغار الشجر إذا غرس فطال ، والبيضة إذا حضنت فصارت فرخا ، والبذر ها هنا من المزارع ، فكان الزرع له ، وعليه أجر الأرض ; لأن ربها إنما بذلها له بعوض لم يسلم له ، فرجع إلى عوض منافعها النابتة بزرعها على صاحب الزرع

                                                                                                                                            ولو فسدت ، والبذر من رب الأرض ، كان الزرع له ، وعليه أجر مثل العامل لذلك ، وإن كان البذر منهما فالزرع بينهما ، ويتراجعان بما يفضل لأحدهما على صاحبه ، من أجر مثل الأرض التي فيها نصيب العامل ، وأجر العامل بقدر عمله في نصيب صاحب الأرض .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية