الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زفر ]

                                                          زفر : الزفر والزفير : أن يملأ الرجل صدره غما ثم هو يزفر به ، والشهيق النفس ثم يرمي به . ابن سيده : زفر يزفر زفرا وزفيرا أخرج نفسه بعد مده ، وإزفير إفعيل منه . والزفرة والزفرة : التنفس . الليث : وفي التنزيل العزيز : لهم فيها زفير وشهيق ؛ الزفير : أول نهيق الحمار وشبهه ، والشهيق : آخره ، لأن الزفير إدخال النفس والشهيق إخراجه ، والاسم الزفرة ، والجمع زفرات ، بالتحريك ، لأنه اسم وليس بنعت ؛ وربما سكنها الشاعر للضرورة ، كما قال :


                                                          فتستريح النفس من زفراتها

                                                          وقال الزجاج : الزفر من شدة الأنين وقبيحه ، والشهيق الأنين الشديد المرتفع جدا ، والزفير اغتراق النفس للشدة . والزفرة ، بالضم : وسط الفرس ؛ يقال : إنه لعظيم الزفرة . وزفرة كل شيء وزفرته : وسطه . والزوافر : أضلاع الجنبين . وبعير مزفور : شديد تلاحم المفاصل . وما أشد زفرته أي هو مزفور الخلق . ويقال للفرس : إنه لعظيم الزفرة أي عظيم الجوف ؛ قال الجعدي :


                                                          خيط على زفرة فتم ، ولم     يرجع إلى دقة ، ولا هضم



                                                          يقول : كأنه زافر أبدا من عظم جوفه فكأنه زفر فخيط على ذلك ؛ وقال ابن السكيت : في قول الراعي :


                                                          حوزية طويت على زفراتها     طي القناطر قد نزلن نزولا



                                                          قال فيه قولان : أحدهما كأنها زفرت ثم خلفت على ذلك ، والقول الآخر : الزفرة الوسط . والقناطر : الأزج . والزفر ، بالكسر : الحمل ، والجمع أزفار ؛ قال :


                                                          طوال أنضية الأعناق لم يجدوا     ريح الإماء ، إذا راحت بأزفار



                                                          والزفر : الحمل . وازدفره : حمله . الجوهري : الزفر مصدر قولك زفر الحمل يزفره زفرا أي حمله وازدفره أيضا . ويقال للجمل الضخم : زفر ، والأسد زفر ، والرجل الشجاع زفر ، والرجل الجواد زفر ، والزفر : القربة . والزفر : السقاء الذي يحمل فيه الراعي ماءه ، والجمع أزفار ، ومنه الزوافر الإماء اللواتي يحملن الأزفار ، والزافر : المعين على حملها ؛ وأنشد :


                                                          يا ابن التي كانت زمانا في النعم     تحمل زفرا وتؤول بالغنم



                                                          وقال آخر :


                                                          إذا عزبوا في الشاء عنا رأيتهم     مداليج بالأزفار ، مثل العواتق



                                                          [ ص: 40 ] وزفر يزفر إذا استقى فحمل . والزفر : السيد ، وبه سمي الرجل زفر . شمر : الزفر من الرجال القوي على الحمالات . يقال : زفر وازدفر إذا حمل ؛ قال الكميت :


                                                          رئاب الصدوع ، غياث المضو     ع ، لأمتك الزفر النوفل



                                                          وفي الحديث : أن امرأة كانت تزفر القرب يوم خيبر تسقي الناس ؛ أي تحمل القرب المملوءة ماء . في الحديث : كان النساء يزفرن القرب يسقين الناس في الغزو ؛ أي يحملنها مملوءة ماء ؛ ومنه الحديث : كانت أم سليط تزفر لنا القرب يوم أحد . والزفر : السيد ؛ قال أعشى باهلة :


                                                          أخو رغائب يعطيها ويسألها     يأبى الظلامة منه النوفل الزفر



                                                          لأنه يزدفر بالأموال في الحمالات مطيقا له ، وقوله منه مؤكدة للكلام ، كما قال - تعالى - : يغفر لكم من ذنوبكم ؛ والمعنى : يأبى الظلامة لأنه النوفل الزفر .

                                                          والزفير : الداهية ؛ وأنشد أبو زيد :


                                                          والدلو والديلم والزفيرا

                                                          وفي التهذيب : الزفير الداهية ، وقد تقدم . والزفر والزافرة : الجماعة من الناس . والزافرة الأنصار والعشيرة . وزافرة القوم : أنصارهم . الفراء : جاءنا ومعه زافرته يعني رهطه وقومه . ويقال : هم زافرتهم عند السلطان أي الذين يقومون بأمرهم . وفي حديث علي ، كرم الله تعالى وجهه : كان إذا خلا مع صاغيته وزافرته انبسط ؛ زافرة الرجل : أنصاره وخاصته . وزافرة الرمح والسهم : نحو الثلث وهو أيضا ما دون الريش من السهم . الأصمعي : ما دون الريش من السهم فهو الزافرة ، وما دون ذلك إلى وسطه هو المتن . ابن شميل : زافرة السهم أسفل من النصل بقليل إلى النصل . الجوهري : زافرة السهم ما دون الريش منه . وقال عيسى بن عمر : زافرة السهم ما دون ثلثيه مما يلي النصل . أبو الهيثم : الزافرة الكاهل وما يليه : وقال أبو عبيدة : في جؤجؤ الفرس المزدفر وهو الموضع الذي يزفر منه ؛ وأنشد :


                                                          ولوحا ذراعين في بركة     إلى جؤجؤ حسن المزدفر



                                                          وزفرت الأرض : ظهر نباتها . والزفر التي يدعم بها الشجر . والزوافر : خشب تقام وتعرض عليها الدعم لتجري عليها نوامي الكرم . وزفر وزافر وزوفر : أسماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية