الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زمن ]

                                                          زمن : الزمن والزمان : اسم لقليل الوقت وكثيره ، وفي المحكم الزمن والزمان العصر ، والجمع أزمن وأزمان وأزمنة ، وزمن زامن : شديد . وأزمن الشيء : طال عليه الزمان والاسم من ذلك الزمن والزمنة عن ابن الأعرابي : وأزمن بالمكان : أقام به زمانا ، وعامله مزامنة وزمانا من الزمن ؛ الأخيرة عن اللحياني ؛ وقال شمر : الدهر والزمان واحد ، قال أبو الهيثم : أخطأ شمر الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحر والبرد ، قال : ويكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر ، قال : والدهر لا ينقطع ، قال أبو منصور : الدهر عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزمنة وعلى مدة الدنيا كلها ، قال : وسمعت غير واحد من العرب يقول : أقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهرا ، وإن هذا البلد لا يحملنا دهرا طويلا ، والزمان يقع على الفصل من فصول السنة وعلى مدة ولاية الرجل وما أشبه وفي الحديث : عن [ ص: 61 ] النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال لعجوز تحفى بها في السؤال وقال : كانت تأتينا أزمان خديجة ؛ أراد حياتها ، ثم قال : وإن حسن العهد من الإيمان . واستأجرته مزامنة وزمانا ؛ عنه أيضا ، كما يقال : مشاهرة من الشهر . وما لقيته مذ زمنة أي زمان . والزمنة : البرهة . وأقام زمنة ، بفتح الزاي ؛ عن اللحياني ، أي زمنا . ولقيته ذات الزمين أي في ساعة لها أعداد ، يريد بذلك تراخي الوقت ، كما يقال : لقيته ذات العويم أي بين الأعوام . والزمن : ذو الزمانة . والزمانة : آفة في الحيوانات . ورجل زمن أي مبتلى بين الزمانة . والزمانة : العاهة ؛ زمن يزمن زمنا وزمنة وزمانة ، فهو زمن ، والجمع زمنون ، وزمين ، والجمع زمنى لأنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون ، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول ، وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجرحى وكليم وكلمى . والزمانة أيضا : الحب ؛ وقد روي بيت ابن علبة :


                                                          ولكن عرتني من هواك زمانة كما كنت ألقى منك إذ أنا مطلق



                                                          وقوله في الحديث : إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ؛ قال ابن الأثير : أراد استواء الليل والنهار واعتدالهما ، وقيل : أراد قرب انتهاء أمد الدنيا . والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه . وزمان ، بكسر الزاي : أبو حي من بكر ، وهو زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، ومنهم الفند الزماني ، قال ابن بري : زمان فعلان من زممت ، قال : وحملها على الزيادة أولى ، فينبغي أن تذكر في فصل زمم ، قال : ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية