الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زند ]

                                                          زند : والزند والزندة : خشبتان يستقدح بهما ، فالسفلى زندة والأعلى زند ؛ ابن سيده : الزند العود الأعلى الذي يقتدح به النار ، والجمع أزند وأزناد وزنود وزناد ، وأزاند جمع الجمع ؛ قال أبو ذؤيب :


                                                          أقبا الكشوح أبيضان كلاهما كعالية الخطي واري الأزاند



                                                          والزندة : العود الأسفل الذي فيه الفرضة ، وهي الأنثى ، وإذا اجتمعا قيل : زندان ولم يقل : زندتان . والزناد : كالزند ؛ عن كراع . وإنه لواري الزند ووريه : يكون ذلك في الكرم وغيره من الخصال المحمودة . قال ابن سيده : وقول الشاعر :


                                                          يا قاتل الله صبيانا ! نباتهم     أم الهنيدي من زند لها واري



                                                          عنى رحمها وإنما هو على المثل . وتقول لمن أنجدك وأعانك : ورت بك زنادي . وملأ سقاءه حتى صار مثل الزند أي : امتلأ . وزند السقاء [ ص: 64 ] والإناء زندا وزندهما : ملأهما ، وكذلك الحوض . وزندت الناقة زندا ، وذلك أن تخرج رحمها عند الولادة . والزند أيضا : حجر تلف عليه خرق ويحشى به حياء الناقة وفيه خيط ، فإذا أخذها لذلك كرب جروه فأخرجوه فتظن أنها ولدت ، وذلك إذا أرادوا أن يظأروها على ولد غيرها ، فإذا فعل ذلك بها عطفت . أبو عبيدة : يقال للدرجة التي تدس في حياء الناقة : الزند والبداه . ابن شميل : زندت الناقة إذا كان في حيائها قرن فثقبوا حياءها من كل ناحية ، ثم جعلوا في تلك الثقب سيورا وعقدوها عقدا شديدا فذلك التزنيد ؛ وقال أوس :


                                                          أبني لبينى إن أمكم     دحقت فخرق ثفرها الزند



                                                          وثوب مزند : قليل العرض . وأصل التزنيد : أن تخل أشاعر الناقة بأخلة صغار ثم تشد بشعر ، وذلك إذا اندحقت رحمها بعد الولادة ؛ عن ابن دريد بالنون والباء . وثوب مزند : مضيق . ورجل مزند إذا كان بخيلا ممسكا . ورجل مزند : لئيم ، وقيل : هو الدعي . وعطاء مزند : قليل . وزند على أهله : شد عليهم . ابن الأعرابي : زند الرجل إذا كذب ، وزند إذا بخل ، وزند إذا عاقب فوق ما له . أبو عمرو : ما يزندك أحد على فضل زند ، ولا يزندك ولا يزندك أيضا ، بالتشديد ، أي : لا يزيدك . ويقال : تزند فلان إذا ضاق صدره . ورجل مزند : سريع الغضب . والمزند : الضيق البخيل . والتزند : التحزق والتغضب ؛ قال عدي :


                                                          إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع     وقل مثل ما قالوا ولا تتزند



                                                          وقد روي بالياء وسيأتي ذكره . والزندان : طرفا عظمي الساعدين مذكران . غيره : والزندان عظما الساعد أحدهما أدق من الآخر ، فطرف الزند الذي يلي الإبهام هو الكوع ، وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع ، والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق . والزند : موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان : الكوع والكرسوع . وزناد : اسم . وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير : أنه كان يعمل زندا بمكة . الزند ، بفتح النون ، المسناة من خشب وحجارة يضم بعضها إلى بعض . قال ابن الأثير : وقد أثبته الزمخشري بالسكون وشبهها بزند الساعد ، ويروى بالراء والباء ، وقد تقدم . وفي الحديث ذكر زندورد ، هو بسكون النون وفتح النون والراء : ناحية في أواخر العراق ، ولها ذكر كبير في الفتوح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية