الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 65 ] [ زنق ]

                                                          زنق : الزناق : حبل تحت حنك البعير يجذب به . والزناقة : حلقة تجعل في الجليدة هناك تحت الحنك الأسفل ، ثم يجعل فيها خيط يشد في رأس البغل الجموح ، زنقه يزنقه زنقا ؛ قال الشاعر :


                                                          فإن يظهر حديثك ، يؤت عدوا برأسك في زناق أو عران



                                                          الزناق تحت الحنك . وكل رباط تحت الحنك في الجلد فهو زناق ، وما كان في الأنف مثقوبا فهو عران ، وبغل مزنوق . وفي حديث أبي هريرة : وإن جهنم يقاد بها مزنوقة ؛ المزنوق : المربوط بالزناق وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه يمنع بها جماحه . والزناق : الشكال أيضا . وفي حديث مجاهد في قوله تعالى : لأحتنكن ذريته إلا قليلا ؛ قال : شبه الزناق . وفي حديث أبي هريرة : أنه ذكر المزنوق فقال : المائل شقه لا يذكر الله ؛ قيل : أصله من الزنقة وهو ميل في جدار في سكة أو عرقوب واد . وفي حديث عثمان : من يشتري هذه الزنقة فيزيدها في المسجد ؟ وزنق الفرس يزنقه ويزنقه : شكله في أربعة . والزنق : موضع الزناق ؛ ومنه قول رؤبة :


                                                          أو مقرع من ركضها دامي الزنق     كأنه مستنشق من الشرق
                                                          حرا من الخردل مكروه النشق



                                                          مقرع : رافع رأسه . يقال : أقرعت الدابة باللجام إذا كبحته به فرفع رأسه . ورأي زنيق : محكم رصين . وأمر زنيق : وثيق . ابن الأعرابي : الزنق العقول التامة . ويقال : أزنق وزنق وزنق وزهد وأزهد وزهد وقات وقوت وأقات وأقوت كله إذا ضيق على عياله فقرا أو بخلا . الزناق : ضرب من الحلي وهو المخنقة . زنيق : اسم رجل ؛ قال الأخطل :


                                                          ومن دونه يختاط أوس بن مدلج     وإياه يخشى طارق وزنيق



                                                          والزنقة : السكة : الضيقة . والمزنوق : اسم فرس عامر بن الطفيل ؛ وقال عامر بن الطفيل :


                                                          وقد علم المزنوق أني أكره     على جمعهم ، كر المنيح المشهر



                                                          والزنقة : ميل في جدار أو سكة أو ناحية دار أو عرقوب واد ، يكون فيه التواء كالمدخل ، والالتواء اسم لذلك بلا فعل .

                                                          [ زنقب ]

                                                          زنقب : زنقب : ماء بعينه ؛ قال :


                                                          شرج رواء لكما ، وزنقب     والنبوان قصب مثقب



                                                          النبوان : ماء أيضا . والقصب هنا : مخارج ماء العيون . ومثقب : مفتوح ، يخرج منه الماء ؛ وقيل : يتثقب بالماء ، وهو تعبير ضعيف ؛ لأن الراجز إنما قال : مثقب ، لا متثقب ، فالحكم أن يعبر عن اسم المفعول المصوغ للمفعول .

                                                          [ زنقر ]

                                                          زنقر : التهذيب في الرباعي : قالوا الزنقير هو قلامة الظفر ، ويقال : له الزنجير أيضا ، وكلاهما دخيلان .

                                                          [ زنك ]

                                                          زنك : الزنكتان من الكتد : زنمتان خارجتا الأطراف عن طرفها ، وأصلاهما ثابتان في أعلى الكتد وهما زائدتاها . والزونك من الرجال : القصير اللحيم الحياك في مشيته . وقال ابن الأعرابي : هو المختال في مشيته الرافع نفسه فوق قدرها ، الناظر في عطفيه الرائي أن عنده خيرا وليس عنده ذلك ؛ وأنشد :


                                                          ترك النساء العاجز الزونكا



                                                          ورجل زونك إذا كان غليظا إلى القصر ما هو ؛ قال منظور الدبيري :


                                                          وبعلها زونك زونزى     يخضف ، إن فزع ، بالضبغطى



                                                          ويروى : بل زوجها . ويروى : زونزك وزونك ، ويروى : زونكى وزونزى ، ويخضف ويفرق ، ويروى : بالضبغطى أيضا ، بالغين والعين ، كل يروى في هذا البيت باختلاف هذه الألفاظ على اختلاف الروايات . ابن الأعرابي : الزونزى ذو الأبهة والكبر . الجوهري : والزونك القصير الدميم ، وربما قالوا الزونزك ؛ قالت امرأة ترثي زوجها :


                                                          ولست بوكواك ولا بزونك     مكانك حتى يبعث الخلق باعثه



                                                          ويروى : ولا بزونزك . ابن بري قال الزبيدي : زونك وزنه فعنل ، وصرف له يعقوب فعلا فقال : زاك يزوك زوكا وزوكانا ، قال : وحكى ابن السكيت : الزوك مشية الغراب ؛ قال حسان بن ثابت :


                                                          أجمعت أنك أنت ألأم من مشى     في فحش زانية وزوك غراب



                                                          ومنه زونك وهو القصير ؛ قال ابن بري : ووزنه عنده فعنل ؛ قال الزبيدي : لأنه جعله من زاك يزوك إذا قارب خطوه وحرك جسده ، قال : فعلى هذا كان ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ( زوك ) لا فصل ( زنك ) ، قال : ولا يجوز أن يكون وزنه فعللا ؛ لأنه لا يكون الواو أصلا في بنات الأربعة فلم يبق إلا فعنل ، ويقوي قول الجوهري إنه من زنك قولهم : ( زونزك ) لغة أخرى على فوعلل مثل كوألل ، فالنون على هذا أصل والواو زائدة ، فوزن زونك على هذا فوعل ، ويقوي قول ابن السكيت قولهم : ( زونكى ) لغة ثالثة ، ووزنها فعنلى ، وقال أبو علي : زونك فونعل ، الواو زائدة لأنها لا تكون أصلا في بنات الأربعة ، قال : وأما الزونزك فهو فونعل أيضا ، وهو من باب كوكب ، قال : وقال ابن جني : سألت أبا علي عن زونك فاستقر الأمر فيما بيننا جميعا أن الواو فيه زائدة ، ووزنه فوعل لا فونعل ، قلت له : فإن أبا زيد قد ذكر عقيب هذا الحرف من كتابه " الغرائب " : زاك يزوك زوكا وهذا يدل على أن الواو أصلية ، فقال : هذا تفسير المعنى من غير اللفظ ، والنون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة ، فقلت : قد حكى ثعلب شنقم ، وقال : هو من شقم ، فقال : هذا ضعيف ، قال : وهذا أيضا [ ص: 66 ] يقوي قول الجوهري إن الزونك من فصل زنك ، وأما الزونزك فقد تقدم قول أبي علي فيه : إن وزنه فونعل ، وهو من باب كوكب ، فيكون على هذا اشتقاقه من ززنك على حد ككب . وقال ابن جني : زونزك فونعل ، ولا يجوز أن تجعل الواو أصلا والزاي مكررة لأنه يصير فعنفلا ، وهذا ما ليس له نظير ، وأيضا فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء والعين من مكان واحد فثبت أنه فونعل والنون زائدة لأنها ثالثة ساكنة فيما زاد عدته على أربعة كشرنبث وحرنفش ، والواو زائدة لأنها لا تكون أصلا في بنات الأربعة ، فعلى قوله قول أبي علي ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ززك .

                                                          [ زنكل ]

                                                          زنكل : الزونكل : القصير ، وكذلك الزونك ، وقد تقدم ؛ قال الشاعر :


                                                          وبعلها زونك زونزى     يفزع إن فزع بالضبغطى



                                                          [ زنكم ]

                                                          زنكم : الزنكمة : الزكمة .

                                                          [ زنم ]

                                                          زنم : زنمتا الأذن : هنتان تليان الشحمة ، وتقابلان الوترة . وزنمتا الفوق وزنمتاه ، والأول أفصح : أعلاه وحرفاه . الزنمتان : زنمتا الفوق ، وهما شرجا الفوق ، وهما ما أشرف من حرفيه . والمزنم والمزلم : الذي تقطع أذنه ويترك له زنمة . ويقال : المزلم والمزنم الكريم . والمزنم من الإبل : المقطوع طرف الأذن ؛ قال أبو عبيد : وإنما يفعل ذلك بالكرام منها ؛ والتزنيم : اسم تلك السمة اسم كالتنبيت . الأحمر : من السمات في قطع الجلد الرعلة ، وهو أن يشق من الأذن شيء ثم يترك معلقا ، ومنها الزنمة ، وهو أن تبين تلك القطعة من الأذن ، والمفضاة مثلها . الجوهري : الزنمة شيء يقطع من أذن البعير فيترك معلقا ، وإنما يفعل ذلك بالكرام من الإبل . يقال : بعير زنم وأزنم ومزنم وناقة زنمة وزنماء ومزنمة . والزنم : لغة في الزلم الذي يكون خلف الظلف ، وفي حديث لقمان : الضائنة الزنمة أي ذات الزنمة ، وهي الكريمة ، لأن الضأن لا زنمة لها وإنما يكون ذلك في المعز ؛ قال المعلى بن حمال العبدي :


                                                          وجاءت خلعة دهس صفايا     يصوع عنوقها أحوى زنيم
                                                          يفرق بينها صدع رباع     له ظأب كما صخب الغريم



                                                          والخلعة : خيار المال . والزنيم : الذي له زنمتان في حلقة ، وقيل : المزنم صغار الإبل ، ويقال : المزنم اسم فحل ؛ وقول زهير :


                                                          فأصبح يجري فيهم ، من تلادكم     مغانم شتى من إفال مزنم



                                                          قال ابن سيده : هو من باب السمام المزعف والحجال المسجف لأن معنى الجماعة والجمع سواء ، فحمل الصفة على الجمع ، ورواه . أبو عبيدة : من إفال المزنم ، نسبه إليه كأنه من إضافة الشيء إلى نفسه . وقوله تعالى : عتل بعد ذلك زنيم ؛ قيل : موسوم بالشر لأن قطع الأذن وسم . وزنمتا الشاة و زنمتها : هنة معلقة في حلقها تحت لحيتها ، وخص بعضهم به العنز ، والنعت أزنم ، والأنثى زلماء زنماء ؛ قال ضمرة بن ضمرة النهشلي يهجو الأسود بن منذر بن ماء السماء أخا النعمان بن المنذر :


                                                          تركت بني ماء السماء وفعلهم     وأشبهت تيسا بالحجاز مزنما
                                                          ولن أذكر النعمان إلا بصالح     فإن له عندي يديا وأنعما



                                                          قال : ومن كلام بعض فتيان العرب ينشد عنزا في الحرم : كأن زنمتيها تتوا قليسية . الليث : وزنمتا العنز من الأذن . والزنمة أيضا : اللحمة المتدلية في الحلق تسمى ملاده . والزنيم : ولد العيهرة . والزنيم : أيضا الوكيل . والزنمة : شجرة لا ورق لها كأنها زنمة الشاة . والزنمة : نبتة سهيلية تنبت على شكل زنمة الأذن ، لها ورق هي من شر النبات ؛ وقال أبو حنيفة : الزنمة بقلة قد ذكرها جماعة من الرواة ، قال : ولا أحفظ لها عنهم صفة . والأزنم الجذع : الدهر المعلق به البلايا ، وقيل : لأن البلايا منوطة به متعلقة تابعة له ، وقيل : هو الشديد المر . وقد تقدم عامة ذلك في ترجمة زلم . ويقال : أودى به الأزلم الجذع والأزنم الجذع ؛ قال رؤبة يصف الدهر :


                                                          أفنى القرون وهو باقي زنمه



                                                          وأصل الزنمة العلامة . والزنيم : الدعي . والمزنم : الدعي ؛ قال :


                                                          ولكن قومي يقتنون المزنما



                                                          أي يستعبدونه ؛ قال أبو منصور : قوله في المزنم : إنه الدعي وإنه صغار الإبل باطل ، إنما المزنم من الإبل الكريم الذي جعل له زنمة علامة لكرمه .

                                                          " وأما الدعي فهو الزنيم ، وفي التنزيل العزيز : عتل بعد ذلك زنيم ؛ وقال الفراء : الزنيم الدعي الملصق بالقوم وليس منهم ، وقيل : الزنيم الذي يعرف بالشر واللؤم كما تعرف الشاة بزنمتها . والزنمتان : المعلقتان عند حلوق المعزى ، وهو العبد زنما وزنمة وزنمة وزنمة وزنمة أي قده قد العبد . وقال اللحياني : هو العبد زنمة وزنمة وزنمة وزنمة أي حقا . والزنيم والمزنم : المستلحق في قوم ليس منهم لا يحتاج إليه فكأنه فيهم زنمة ؛ ومنه قول حسان :


                                                          وأنت زنيم نيط في آل هاشم     كما نيط خلف الراكب القدح الفرد



                                                          وأنشد ابن بري للخطيم التميمي ، جاهلي :


                                                          زنيم تداعاه الرجال زيادة     كما زيد في عرض الأديم الأكارع



                                                          وجدت حاشية صورتها : الأعرف أن هذا البيت لحسان ؛ قال : وفي الكامل للمبرد روى أبو عبيد وغيره أن نافعا سأل ابن عباس عن قوله تعالى : عتل بعد ذلك زنيم : ما الزنيم ؟ قال : هو الدعي الملزق ، أما سمعت قول حسان بن ثابت :


                                                          زنيم تداعاه الرجال زيادة [ ص: 67 ]     كما زيد في عرض الأديم الأكارع



                                                          وورد في الحديث أيضا : الزنيم وهو الدعي في النسب ؛ وفي حديث علي وفاطمة ، عليهما السلام :


                                                          بنت نبي ليس بالزنيم

                                                          .

                                                          وزنيم وأزنم : بطنان من بني يربوع . الجوهري : أزنم بطن من بني يربوع ؛ وقال العوام بن شوذب الشيباني :


                                                          فلو أنها عصفورة لحسبتها     مسومة تدعو عبيدا وأزنما



                                                          وقال ابن الأعرابي : بنو أزنم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع ، والإبل الأزنمية منسوبة إليهم ؛ وأنشد :


                                                          يتبعن قيني أزنمي شرجب     لا ضرع السن ولم يثلب

                                                          يقول : هذه الإبل تركب قيني هذا البعير لأنه قدام الإبل . ابن الزنيم ، على لفظ التصغير . من شعرائهم .

                                                          [ زنن ]

                                                          زنن : زنه بالخير زنا وأزنه : ظنه به أو اتهمه . وأزننته بشيء : اتهمته به ، وقال حضرمي بن عامر :


                                                          إن كنت أزننتني بها كذبا     جزء ! فلاقيت مثلها عجلا

                                                          وقال : اللحياني : أزننته بمال وبعلم وبخير أي ظننته به ، وقال : وكلام العامة زننته ، وهو خطأ . ويقال : فلان يزن بكذا وكذا أي يتهم به ، وقد أزننته بكذا من الشر ، ولا يكون الإزنان في الخير ، قال : ولا يقال زننته بكذا بغير ألف . وفي حديث ابن عباس يصف عليا ، رضي الله عنهما ، ما رأيت رئيسا محربا يزن به ، أي يتهم بمشاكلته . يقال : زنه بكذا أزنه إذا اتهمه وظنه فيه . وفي حديث الأنصار وتسويدهم جد بن قيس : إنا لنزنه بالبخل أي نتهمه به وفي الحديث الآخر : فتى من قريش يزن بشرب الخمر ؛ وفي شعر حسان في عائشة . رضي الله عنها :


                                                          حصان رزان ما تزن بريبة

                                                          ويقال : ماء زنن أي ضيق قليل ومياه زنن ؛ قال الشاعر :


                                                          ثم استغاثوا بماء لا رشاء له     من ماء لينة ، لا ملح ولا زنن

                                                          ويقال : الماء الزنن الظنون الذي لا يدرى أفيه ماء أم لا . والزنن والزنيء والزناء : الضيق . . وزن عصبه إذا يبس ؛ وأنشد :


                                                          نبهت ميمونا لها فأنا     وقام يشكو عصبا قد زنا

                                                          وأنشد ابن بري هذا البيت مستشهدا به على : زن الرجل استرخت مفاصله . والزن : الدوسر ، عن أبي حنيفة . ابن الأعرابي : التزنين الدوام على أكل الزن . وهو الخلر ؛ والخلر : الماش . وفي الحديث : لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزنين ؛ قال ابن الأعرابي : هو الحاقن . يقال : زن فذن أي حقن فقطر ، وقيل : هو الذي يدافع الأخبثين ، وفي رواية : لا يصل أحدكم وهو زنين . وفي الحديث الآخر : لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع . ويقال : زن الرجل استرخت مفاصله ؛ قال الراجز :


                                                          حسبه من اللبن إذ رآه قل وزن



                                                          اللبن : مصدر لبنت عنقه من الوسادة ، وحسبه : وضع تحت رأسه محسبة ، وهي وسادة من أدم . أبو زنة : كنية القرد .

                                                          [ زنهر ]

                                                          زنهر : التهذيب : في النوادر فلان مزنهر إلي بعينه ومزنر ومبندق وحالق إلي بعينه ومحلق وجاحظ ومجحظ ومنذر إلي بعينه وناذر وهو شدة النظر وإخراج العين .

                                                          [ زنا ] زنا : الزنا يمد ويقصر ، زنى الرجل يزني زنى ، مقصور ، زناء ممدود ، وكذلك المرأة . وزانى مزاناة وزنى : كزنى ؛ ومنه قول الأعشى :


                                                          إما نكاحا وإما أزن



                                                          يريد أزني ، وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر . وزانى مزاناة وزناء ، بالمد ؛ عن اللحياني ، وكذلك المرأة أيضا ؛ وأنشد :


                                                          أما الزناء فإني لست قاربه     والمال بيني وبين الخمر نصفان



                                                          والمرأة تزاني مزاناة وزناء أي تباغي قال اللحياني : الزنى ، مقصورة ، لغة أهل الحجاز قال الله تعالى : ولا تقربوا الزنا ؛ بالقصر ، والنسبة إلى المقصور زنوي ، والزناء ممدود لغة بني تميم ، وفي الصحاح : المد لأهل نجد ؛ قال الفرزدق :


                                                          أبا حاضر ، من يزن يعرف زناؤه     ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا



                                                          ومثله للجعدي :


                                                          كانت فريضة ما تقول كما     كان الزناء فريضة الرجم



                                                          والنسبة إلى الممدود زنائي . وزناه تزنية نسبه إلى الزنا وقال له : يا زاني . وفي الحديث : ذكر قسطنطينية الزانية ، يريد الزاني أهلها كقوله تعالى : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة ؛ أي ظالمة الأهل . وقد زانى المرأة مزاناة وزناء . وقال اللحياني : قيل لابنه الخس : ما أزناك ؟ قالت : قرب الوساد وطول السواد ؛ فكأن قوله ما أزناك ما حملك على الزنا ، قال : ولم يسمع هذا إلا في حديث ابنة الخس . وهو ابن زنية وزنية ، والفتح أعلى ، أي ابن زنا وهو نقيض قولك لرشدة ورشدة . قال الفراء : في كتاب المصادر : هو لغية لزنية ، وهو لغير رشدة ، كله بالفتح . قال : وقال الكسائي : ويجوز رشدة وزنية ، بالفتح والكسر ، فأما غية فهو بالفتح لا غير . وفي الحديث : أنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال : من أنتم ؟ فقالوا : نحن بنو الزنية فقال : بل أنتم بنو الرشدة . والزنية ، بالفتح والكسر ، آخر ولد الرجل والمرأة كالعجزة ، وبنو مالك يسمون بني الزنية والزنية لذلك ، وإنما قال لهم النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بل أنتم بنو الرشدة نفيا لهم عما يوهمه لفظ الزنية من الزنا ، والرشدة أفصح [ ص: 68 ] اللغتين . ويقال : للولد إذا كان من زنا : هو لزنية . وقد زناه من التزنية أي قذفه وفي المثل :


                                                          لا حصنها حصن ولا الزنا زنا



                                                          قال أبو زيد : يضرب مثلا للذي يكف عن الخير ثم يفرط فيه ولا يدوم على طريقة . وتسمى القردة زناءة ، والزناء : القصير . قال أبو ذؤيب :


                                                          وتولج في الظل الزناء رءوسها     وتحسبها هيما ، وهن صحائح



                                                          وأصل الزناء الضيق ، ومنه الحديث : لا يصلين أحدكم وهو زناء . أي مدافع للبول ، وعليه قول الأخطل :


                                                          وإذا بصرت إلى زناء قعرها     غبراء مظلمة من الأحفار



                                                          وزنا الموضع يزنو : ضاق ، لغة في يزنأ . وفي الحديث : كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لا يحب من الدنيا إلا أزنأها أي أضيقها . ووعاء زني : ضيق ؛ كذا رواه ابن الأعرابي بغير همز . والزنء : الزنو في الجبل . وزنى عليه : ضيق ؛ قال :


                                                          لا هم ، إن الحرث بن جبله     زنى على أبيه ثم قتله



                                                          قال : وهذا يدل على أن همزة الزناء ياء . وبنو زنية : حي .

                                                          [ زهب ]

                                                          زهب : الأزهري عن الجعفري أعطاه زهبا من ماله فازدهبه إذا احتمله ؛ وازدعبه مثله .

                                                          [ زهد ]

                                                          زهد : الزهد والزهادة في الدنيا ولا يقال : الزهد إلا في الدنيا خاصة ، والزهد : ضد الرغبة والحرص على الدنيا والزهادة في الأشياء كلها ضد الرغبة . زهد وزهد ، وهي أعلى ، يزهد فيهما زهدا وزهدا ؛ بالفتح عن سيبويه ، زهادة فهو زاهد من قوم زهاد ، وما كان زهيدا ولقد زهد وزهد يزهد منهما جميعا ، وزاد ثعلب : وزهد أيضا ، بالضم . والتزهيد في الشيء وعن الشيء : خلاف الترغيب فيه . وزهده في الأمر : رغبه عنه . وفي حديث الزهري : وسئل عن الزهد في الدنيا فقال : هو أن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره ، أراد أن لا يعجز ويقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ، ولا صبره عن ترك الحرام ؛ الصحاح : يقال : زهد في الشيء وعن الشيء . وفلان يتزهد أي يتعبد ، وقوله عز وجل : وكانوا فيه من الزاهدين ؛ قال ثعلب : اشتروه على زهد فيه . والزهيد : الحقير . وعطاء : زهيد قليل . وازدهد العطاء : استقله . ابن السكيت : يقولون : فلان يزدهد عطاء من أعطاه أي يعده زهيدا قليلا . والمزهد : القليل المال . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : أفضل الناس مؤمن مزهد المزهد القليل الشيء وأنما سمي مزهدا لأن ما عنده من قلته يزهد فيه . وشيء زهيد قليل ؛ قال الأعشى يمدح قوما بحسن مجاورتهم جارة لهم :


                                                          فلن يطلبوا سرها للغنى     ولن يتركوها لإزهادها



                                                          يقول : لن يتركوها لقلة مالها وهو الإزهاد ؛ قال أبو منصور : المعنى أنهم لا يسلمونها إلى من يريد هتك حرمتها لقلة مالها . وفي الحديث : ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد . ومنه حديث ساعة الجمعة : فجعل يزهدها أي يقللها . وفي حديث علي ، رضي الله عنه : إنك لزهيد . وفي حديث خالد : كتب إلى عمر ، رضي الله عنه : أن الناس قد اندفعوا في الخمر تزاهدوا الحد أي احتقروه وأهانوه ورأوه زهيدا . ورجل مزهد : يزهد في ماله لقلته . وأزهد الرجل إزهادا إذا كان مزهدا لا يرغب في ماله لقلته . ورجل زهيد وزاهد : لئيم مزهود فيما عنده ؛ وأنشد اللحياني :


                                                          يا دبل ما بت بليل هاجدا     ولا عدوت الركعتين ساجدا
                                                          مخافة أن تنفدي المزاودا     وتغبقي بعدي غبوقا باردا
                                                          وتسألي القرض لئيما زاهدا



                                                          ويقال : خذ زهد ما يكفيك أي قدر ما يكفيك ؛ ومنه يقال : وزهدت النخل زهدته إذا خرصته . وأرض زهاد : لا تسيل إلا عن مطر كثير . أبو سعيد : الزهد الزكاة بفتح الهاء حكاه عن مبتكر البدوي ؛ قال أبو سعيد : وأصله من القلة لأن زكاة المال أقل شيء فيه . الأزهري : رجل زهيد العين إذا كان يقنعه القليل ورغيب العين إذا كان لا يقنعه إلا الكثير . قال عدي بن زيد :


                                                          وللبخلة الأولى لمن كان باخلا     أعف ، ومن يبخل يلم ويزهد



                                                          يزهد أي يبخل وينسب إلى أنه زهيد لئيم . ورجل زهيد وامرأة زهيد : قليلا الطعم . وفي التهذيب : رجل زهيد وامرأة زهيدة وهما القليلا الطعم ؛ وفيه في موضع آخر وامرأة زهيدة قليلة الأكل ، ورغيبة : كثيرة الأكل ، ورجل زهيد الأكل . وزهاد التلاع والشعاب : صغارها ، يقال : أصابنا مطر أسال زهاد الغرضان ؛ الغرضان : الشعاب الصغار من الوادي ؛ قال ابن سيده : ولا أعرف لها واحدا .

                                                          وواد زهيد : قليل الأخذ من الماء . وزهيد الأرض : ضيقها لا يخرج منها كثير ماء ، وجمعه زهدان . ابن شميل : الزهيد من الأودية القليل الأخذ للماء ، النزل الذي يسيله الماء الهين ، لو بالت فيه عناق سال لأنه قاع صلب وهو الحشاد والنزل . ورجل زهيد : ضيق الخلق ، والأنثى زهيدة . وفي التهذيب : اللحياني : امرأة زهيد ضيقة الخلق ، ورجل زهيد من هذا ، والزهد : الحزر . وزهد النخل يزهده زهدا : خرصه وحزره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية