الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5553 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      53- سورة النجم

                                                                                                                                                                                                                                      مكية. وآيها ثنتان وستون آية.

                                                                                                                                                                                                                                      روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجد من خلفه، إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب، فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا، وهو أمية بن خلف.

                                                                                                                                                                                                                                      ووقع في رواية غيره، تسمية غير أمية -كما بسطه ابن حجر في (الفتح)-.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5554 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 1 - 2 ] والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى

                                                                                                                                                                                                                                      والنجم إذا هوى أي: إذا غرب وغاب عن الأبصار، أو انتثر يوم القيامة، أو انقض.

                                                                                                                                                                                                                                      ما ضل صاحبكم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. والخطاب لقريش ، أي: ما حاد عن الحق، ولا زال عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      وما غوى أي: ما صار غويا، ولكنه على استقامة وسداد ورشد وهدى. وفيه تعريض بأنهم أهل الضلال والغي. وذكره صلى الله عليه وسلم بعنوان (صاحبكم) للإعلام بوقوفهم على تفاصيل أحواله الشريفة، وإحاطتهم بمحاسن شؤونه المنيفة؛ فهو تبكيت لهم على وجه أبلغ من أن يصرح باسمه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية