الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زون ]

                                                          زون : الزوان والزوان : ما يخرج من الطعام فيرمى به ، وهو الرديء منه ، وفي الصحاح : هو حب يخالط البر ، وخص بعضهم به الدوسر ، واحدته زوانة وزوانة ، ولم يعلوا الواو في زوان لأنه ليس بمصدر ، وقد تقدم الزؤان ، بالضم ، في الهمز ، فأما الزوان ، بالكسر ، فلا يهمز ، قال ابن سيده : هذا قول اللحياني . وطعام مزون : فيه زوان ، فإما أن يكون على التخفيف من الزؤان ، وإما أن يكون موضوعه الإعلال من الزوان الذي موضوعه الواو . الليث : الزوان حب يكون في الحنطة تسميه أهل الشام الشيلم . وروي عن الفراء أنه قال : الأزناء الشيلم . قال محمد بن حبيب : قالت أعرابية لابن الأعرابي : إنك تزوننا إذا طلعت كأنك هلال في غير سمان قال : تزوننا وتزيننا واحد . والزونة : كالزينة في بعض اللغات . ورجل زون و زون : قصير ، والفتح أعرف . وامرأة زونة : قصيرة . ورجل زون ، بالتشديد ، أي قصير . والزونزى : القصير ؛ قال ابن بري : زونزى حقه أن يذكر في فصل زوز من باب الزاي لأن وزنه فعنلى ، وإنما ذكره لموافقته معنى زونة قال :


                                                          وبعلها زونك زونزى



                                                          ابن الأعرابي : الزونزى الرجل ذو الأبهة والكبر الذي يرى في نفسه ما لا يراه غيره ، وهو المتكبر . والزونك : المختال في مشيته الناظر في عطفيه يرى أن عنده خيرا وليس عنده ذلك ، قال أبو منصور : وقد شدده بعضهم فقال : رجل زونك ، والأصل في هذا الزون ، فزيدت الكاف وترك التشديد . ابن الأعرابي : الزونة المرأة العاقلة ، والزونة المرأة القصيرة . والزان : البشم . وروى الفراء عن الدبيرية قالت : الزان التخمة ؛ وأنشدت :


                                                          مصحح ليس يشكو الزان خثلته     ولا يخاف على أمعائه العرب



                                                          وروى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده :


                                                          ترى الزونزى منهم ذا البردين     يرميه سوار الكرى في العينين
                                                          بين الجحاجين وبين المأقين



                                                          والزون : الصنم ، وهو بالفارسية زون ، بشم الزاي الشين ؛ قال حميد :


                                                          ذات المجوس عكفت للزون



                                                          والزون : موضع تجمع فيه الأنصاب وتنصب ؛ قال رؤبة :


                                                          وهنانة كالزون يجلى صنمه



                                                          والزون الصنم ، وكل ما عبد من دون الله واتخذ إلها فهو زون وزور ؛ قال جرير :


                                                          يمشي بها البقر الموشي أكرعه     مشي الهرابذ تبغي بيعة الزون



                                                          وهو مثل الزور ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية