الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زير ]

                                                          زير : الزير : الدن ، والجمع أزيار وفي حديث الشافعي : كنت أكتب العلم وألقيه في زير لنا ؛ والزير : الحب الذي يعمل فيه الماء . والزيار : ما يزير به البيطار الدابة . وهو شناق يشد به البيطار جحفلة الدابة أي يلوي جحفلته ، وهو أيضا شناق يشد به الرحل إلى صدرة البعير كاللبب للدابة . وزير الدابة : جعل الزيار في حنكها . وفي الحديث : أن الله تعالى قال لأيوب ، عليه السلام ، لا ينبغي أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد . الزيار : شيء يجعل في فم الدابة إذا استصعبت لتنقاد وتذل . وكل شيء كان صلاحا لشيء وعصمة ، فهو زوار وزيار قال ابن الرقاع :


                                                          كانوا زوارا لأهل الشام ، قد علموا لما رأوا فيهم جورا وطغيانا



                                                          قال ابن الأعرابي : زوار وزيار أي عصمة كزيار الدابة ؛ وقال أبو عمرو : هو الحبل الذي يحصل به الحقب والتصدير كيلا يدنو الحقب من الثيل ، والجمع أزورة ؛ وقال الفرزدق :


                                                          بأرحلنا يحدن وقد جعلنا     لكل نجيبة منها زيارا



                                                          وفي حديث الدجال : رآه مكبلا بالحديد بأزورة ؛ قال ابن الأثير : هي جمع زوار وزيار ؛ المعنى أنه جمعت يداه إلى صدره وشدت ، وموضع بأزورة : النصب ، كأنه قال : مكبلا مزورا . وفي صفة أهل النار : الضعيف الذي لا زير له ؛ قال ابن الأثير : هكذا رواه بعضهم وفسره أنه الذي لا رأي له ، قال : والمحفوظ بالباء الموحدة وفتح الزاي .

                                                          [ ص: 88 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية