الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زيف ]

                                                          زيف : الزيف : من وصف الدراهم ، يقال : زافت عليه دراهمه أي صارت مردودة لغش فيها ، وقد زيفت إذا ردت . ابن سيده زاف الدرهم يزيف زيوفا زيوفة : ردؤ ، فهو زائف ، والجمع زيف وكذلك زيف ، والجمع زيوف ؛ قال امرؤ القيس :


                                                          كأن صليل المرو حين تشده صليل زيوف ينتقدن بعبقرا



                                                          وقال :


                                                          ترى القوم أشباها إذا نزلوا معا     وفي القوم زيف مثل زيف الدارهم



                                                          وأنشد ابن بري لشاعر :


                                                          لا تعطه زيفا ولا نبهرجا



                                                          واستشهد على الزائف بقول هدبة :


                                                          ترى ورق الفتيان فيها كأنهم     دراهم منها زاكيات وزيف



                                                          وأنشد أيضا لمزرد :


                                                          وما زودوني غير سحق عمامة     وخمسميء ، منها قسي وزائف



                                                          وفي حديث ابن مسعود : أنه باع نفاية بيت المال وكانت زيوفا وقسية أي رديئة . وزاف الدراهم وزيفها جعلها زيوفا ، ودرهم زيف وزائف ، وقد زافت عليه الدراهم وزيفتها أنا . وزيف الرجل : بهرجه ، وقيل : صغر به وحقر ، مأخوذ من الدرهم الزائف وهو الرديء . وروي عن عمر ، رضي الله عنه : أنه قال : من زافت عليه دراهمه فليأت بها السوق ، وليشتر بها سحق ثوب ولا يحالف الناس عليها أنها جياد . وزاف البعير والرجل وغيرهما يزيف في مشيته زيفا وزيوفا وزيفانا ، فهو زائف وزيف ؛ الأخيرة على الصفة بالمصدر : أسرع ، وقيل : هو سرعة في تمايل ؛ وأنشد :


                                                          أنكب زياف وما فيه نكب



                                                          وقيل : زاف البعير يزيف تبختر في مشيته . والزيافة من النوق : المختالة ، ومنه قول عنترة :


                                                          ينباع من ذفرى غضوب جسرة     زيافة مثل الفنيق المكرم



                                                          وكذلك الحمام عند الحمامة إذا جر الذنابى ودفع مقدمه بمؤخره واستدار عليها ؛ وقول أبي ذؤيب يصف الحرب :


                                                          وزافت كموج البحر تسمو أمامها     وقامت على ساق وآن التلاحق



                                                          قيل : الزيف هنا أن تدفع مقدمها بمؤخرها . وزافت المرأة في مشيها تزيف إذا رأيتها كأنها تستدير . والحمامة تزيف بين يدي الحمام الذكر أي تمشي مدلة . وفي حديث علي : بعد زيفان وثباته الزيفان بالتحريك : التبختر في المشي من ذلك . وزاف الجدار والحائط زيفا : قفزه ؛ عن كراع . وزاف البناء وغيره زيفا : طال وارتفع . والزيف : الإفريز الذي في أعلى الدار . وهو الطنف المحيط بالجدار . والزيف : مثل الشرف ؛ قال عدي بن زيد :


                                                          تركوني لدى قصور وأعرا     ض قصور لزيفهن مراقي



                                                          الزيف شرف القصور ، واحدته زيفة ، وقيل : إنما سمي بذلك لأن الحمام يزيف عليها من شرفة إلى شرفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية