الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زيم ]

                                                          زيم : الزيمة : القطعة من الإبل أقلها البعيران والثلاثة وأكثرها الخمسة عشر ونحوها . وتزيمت الإبل والدواب تفرقت فصارت زيما ؛ قال :


                                                          وأصبحت بعاشم وأعشما تمنعها الكثرة أن تزيما



                                                          ولحم زيم : متعضل متفرق ليس بمجتمع في مكان فيبدن ، قال زهير :


                                                          قد عوليت فهي مرفوع ، جواشنها     على قوائم عوج لحمها زيم



                                                          قال ابن بري : ومنه قول الشاعر :


                                                          عركركة ذات لحم زيم



                                                          قال : وقال ابن خالويه : زيم ضيق ؛ وأنشد للنابغة :


                                                          باتت ثلاث ليال ثم واحدة     بذي المجاز ، تراعي منزلا زيما



                                                          وتزيم صار زيما ، وقيل : في قول النابغة منزلا زيما أي متفرق النبات وقيل : أراد تتفرق عنه الناس ، وأراد بثلاث ليال أيام التشريق ثم نفرت واحدة إلى ذي المجاز ؛ قال السيرافي : أصله في اللحم فاستعاره ، وفي خطبة الحجاج :


                                                          هذا أوان الحرب فاشتدي زيم



                                                          قال : هو اسم ناقة أو فرس وهو يخاطبها يأمرها بالعدو ، وحرف النداء محذوف ؛ وفي قصيد كعب بن زهير :


                                                          سمر العجايات يتركن الحصى زيما     لم يقهن رءوس الأكم تنعيل



                                                          الزيم : المتفرق ، يصف شدة وطئها أنه يفرق الحصى . وزيم اسم فرس جابر بن حنين ؛ قال : وإياها عنى الراجز بقوله :


                                                          هذا أوان الشد فاشتدي زيم



                                                          الجوهري : زيم اسم فرس لا ينصرف للمعرفة والتأنيث . وزيم متفرقة ، والزيم الغارة كأنه يخاطبها . ومررت بمنازل زيم أي متفرقة ، وبعير أزيم . لا يرغو : والأزيم . جبل بالمدينة الأحمر بعير أزيم وأسجم وهو الذي لا يرغو قال شمر : الذي سمعت بعير أزجم ، بالزاي والجيم ، قال : وليس بين الأزيم والأزجم إلا تحويل الباء جيما وهي لغة في تميم معروفة قال وأنشدنا أبو جعفر الهذيمي وكان عالما :


                                                          من كل أزيم شائك أنيابه     ومقصف بالهدر كيف يصول



                                                          ويروى من كل أزجم قال أبو الهيثم : والعرب تجعل الجيم مكان الياء لأن مخرجيهما من شجر الفم ، وشجر الفم الهواء ، وخرق الفم الذي بين الحنكين . ابن الأعرابي : الزيزيم صوت الجن بالليل . قال : [ ص: 91 ] وميم زيزيم مثل دال زيد يجري عليها الإعراب ؛ قال رؤبة :


                                                          تسمع للجن بها زيزيما



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية