الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سجج ]

                                                          سجج : سج بسلحه سجا : ألقاه رقيقا . وأخذه ليلته سج : قعد مقاعد رقاقا . وقال يعقوب : أخذه في بطنه سج إذا لان بطنه . وسج الطائر سجا : حذف بذرقه . وسج النعام : ألقى ما في بطنه ؛ ويقال : هو يسج سجا ويسك سكا إذا رمى ما يجيء منه . ابن الأعرابي : سج بسلحه وتر إذا حذف به ، وسج يسج إذا رق ما يجيء منه من الغائط . وسج سطحه يسجه سجا إذا طينه . وسج الحائط يسجه سجا : مسحه بالطين الرقيق ، وقيل : طينه . والمسجة : التي يطلى بها ، لغة يمانية ؛ وفي الصحاح : الخشبة التي يطين بها : مسجة ، وهي بالفارسية المالجه ؛ ويقال للمالق : مسجة ومملق وممدر ومملط وملطاط . والسجة : الخيل . الجوهري : السجة والبجة صنمان . ابن سيده : السجة صنم كان يعبد من دون الله عز وجل ، وبه فسر قوله ، صلى الله عليه وسلم ، أخرجوا صدقاتكم فإن الله قد أراحكم من السجة والبجة . والسجاج : اللبن الذي يجعل فيه الماء أرق ما يكون ؛ وقيل : هو الذي ثلثه لبن وثلثاه ماء ؛ قال :


                                                          يشربه محضا ، ويسقي عياله سجاجا ، كأقراب الثعالب ، أورقا



                                                          واحدته سجاجة . وأنكر أبو سعيد الضرير قول من قال : إن السجة اللبنة التي رققت بالماء ، وهي السجاج ؛ قال : والبجة الدم الفصيد ، وكان أهل الجاهلية يتبلغون بها في المجاعات . قال بعض العرب : أتانا بضيحة سجاجة ترى سواد الماء في حيفها ؛ فسجاجة هنا بدل إلا أن يكونوا وصفوا بالسجاجة ، لأنها في معنى مخلوطة ، فتكون على هذا نعتا ؛ وقيل في تفسير قوله ، صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أراحكم من السجة ؛ السجة : المذيق كالسجاج ، وقد تقدم أنه صنم وهو أعرف ؛ قاله الهروي في الغريبين . والسجسج : الهواء المعتدل بين الحر والبرد ؛ وفي الحديث : نهار الجنة سجسج أي معتدل لا حر فيه ولا قر ؛ وفي رواية : ظل الجنة سجسج ، وقالوا : لا ظلمة فيه ولا شمس ؛ وقيل : إن قدر نوره كالنور الذي بين الفجر وطلوع الشمس . ابن الأعرابي : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يقال : له السجسج ، قال : ومن الزوال إلى العصر يقال : له الهجير والهاجرة ومن غروب الشمس إلى وقت الليل الجنح والجنح ، ثم السدف والملث والملس . وكل هواء معتدل طيب : سجسج . ويوم سجسج : لا حر مؤذ ، ولا قر . وفي حديث ابن عباس : وهواؤها السجسج . وريح سجسج : لينة الهواء معتدلة ؛ وقول مليح :


                                                          هل هيجتك طلول الحي مقفرة     تعفو معارفها النكب السجاسيج ؟



                                                          احتاج فكسر سجسجا على سجاسيج ؛ ونظيره ما أنشده سيبويه من قوله :


                                                          نفي الدراهيم تنقاد الصياريف



                                                          وأرض سجسج : ليست بسهلة ولا صلبة ؛ وقيل : هي الأرض الواسعة ؛ قال الحارث بن حلزة اليشكري :


                                                          طاف الخيال ، ولا كليلة مدلج     سدكا بأرحلنا فلم يتعرج
                                                          إني اهتديت ، وكنت غير رجيلة     والقوم قد قطعوا متان السجسج



                                                          يقول : لم أر كليلة أدلجها إلينا هذا الخيال من هولها وبعدها منا . ولم يتعرج : لم يقم . والتعريج على الشيء : الإقامة . والمتان : جمع متن ، وهو ما صلب من الأرض وارتفع . والرجيلة : القوية على المشي . وسدك : ملازم . وفي الحديث : أنه مر بواد بين المسجدين ، فقال : هذه سجاسج مر بها موسى ، عليه السلام ، هي جمع سجسج ، وهي الأرض ليست بصلبة ولا سهلة . والسجج : الطايات [ ص: 125 ] الممدرة . السجج أيضا : النقوش الطيبة . أبو عمرو : جس إذا اختبر ، وسج إذا طلع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية