الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سجن ]

                                                          سجن : السجن : الحبس . والسجن ، بالفتح : المصدر سجنه يسجنه سجنا أي حبسه . وفي بعض القراءة ( في قوله عز وجل ) : قال رب السجن أحب إلي ; والسجن : المحبس وفي بعض القراءة : قال رب السجن أحب إلي ; فمن كسر السين في المحبس وهو اسم ومن فتح السين فهو مصدر سجنه سجنا . وفي الحديث : ما شيء أحق بطول سجن من لسان . والسجان : صاحب السجن . ورجل سجين ، مسجون ، وكذلك الأنثى بغير هاء ، والجمع سجناء وسجنى . وقال اللحياني : امرأة سجين سجينة أي مسجونة من نسوة سجنى وسجائن ، ورجل سجين في قوم سجنى كل ذلك عنه . وسجن الهم يسجنه إذا لم يبثه ، وهو مثل بذلك ; قال :


                                                          ولا تسجنن الهم ، إن لسجنه عناء ، وحمله المهارى النواجيا



                                                          وسجين : فعيل من السجن . والسجين : السجن . وسجين : واد في جهنم ، نعوذ بالله منها ، مشتق من ذلك . والسجين : الصلب الشديد من كل شيء . وقوله تعالى : كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ; قيل : المعنى أن كتابهم في حبس لخساسة منزلتهم عند الله عز وجل ، وقيل : في سجين في حجر تحت الأرض السابعة ، وقيل : في سجين في حساب ، قال ابن عرفة : هو فعيل من سجنت أي هو محبوس عليهم كي يجازوا بما فيه ، وقال مجاهد : لفي سجين ; في الأرض السابعة . الجوهري : سجين موضع فيه كتاب الفجار ، قال ابن عباس : ودواوينهم ; وقال أبو عبيدة : وهو فعيل من السجن الحبس كالفسيق من الفسق . وفي حديث أبي سعيد : ويؤتى بكتابه مختوما فيوضع في السجين ; قال ابن الأثير : هكذا جاء بالألف واللام ، وهو بغيرهما اسم علم للنار ; ومنه قوله تعالى : إن كتاب الفجار لفي سجين ; ويقال : فعل ذلك سجينا أي علانية . والساجون : الحديد الأنيث . وضرب سجين أي شديد ; قال ابن مقبل :


                                                          فإن فينا صبوحا إن رأيت به     ركبا بهيا وآلافا ثمانينا
                                                          ورجلة يضربون الهام عن عرض     ضربا ، تواصت به الأبطال سجينا .



                                                          قال الأصمعي : السجين من النخل السلتين ، بلغة أهل البحرين . يقال : سجن جذعك إذا أردت أن تجعله سلتينا ، والعرب تقول : سجين مكان سلتين ، وسلتين ليس بعربي . أبو عمرو : السجين الشديد . غيره : هو فعيل من السجن كأنه يثبت من وقع به فلا يبرح مكانه ، ورواه ابن الأعرابي : سخينا أي سخنا يعني الضرب ، وروي عن المؤرج : سجيل وسجين دائم في قول ابن مقبل . والسلتين من النخل ما يحفر في أصولها حفرا تجذب الماء إليها إذا كانت لا يصل إليها الماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية