الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سدس ]

                                                          سدس : ستة وست : أصلهما سدسة وسدس ، قلبوا السين الأخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها ، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أن السين مهموسة فصار التقدير سدت ؛ فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أبدلوا الدال تاء لتوافقها في الهمس ، ثم أدغمت التاء في التاء فصارت ست كما ترى ، فالتغيير الأول للتقريب من غير إدغام ، والثاني للإدغام . وستون : من العشرات مشتق منه ؛ حكاه سيبويه . ولد له ستون عاما أي ولد له الأولاد . والسدس والسدس : جزء من ستة ، والجمع أسداس . وسدس القوم ، يسدسهم ، بالضم ، سدسا : أخذ سدس أموالهم وسدسهم يسدسهم ، بالكسر ، صار لهم سادسا ، وأسدسوا : صاروا ستة . وبعضهم يقول للسدس : سديس كما يقال للعشر : عشير ، والمسدس من العروض الذي يبنى على ستة أجزاء . والسدس ، بالكسر : من الورد بعد الخمس ، وقيل : هو بعد ستة أيام وخمس ليال والجمع أسداس ، الجوهري : والسدس من الورد في أظماء الإبل أن تنقطع خمسة وترد السادس . وقد أسدس الرجل أي وردت إبله سدسا . وشاة سديس أي أتت عليها السنة السادسة . والسديس : السن التي بعد الرباعية . والسديس : السدس من الإبل والغنم الملقي سديسه ، وكذلك الأنثى ، وجمع السديس سدس مثل رغيف ورغف ، قال سيبويه : كسروه تكسير الأسماء لأنه مناسب للاسم لأن الهاء تدخل في مؤنثه . قال غيره : وجمع السدس سدس مثل أسد وأسد ; قال منصور بن مسجاح يذكر دية أخذت من الإبل متخيرة كما يتخيرها المصدق :


                                                          فطاف كما طاف المصدق وسطها يخير منها في البوازل والسدس



                                                          وقد أسدس البعير إذا ألقى السن بعد الرباعية ، وذلك في السنة الثامنة . وفي حديث العلاء بن الحضرمي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إن الإسلام بدأ جذعا ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سديسا ثم بازلا ; وقال عمر : فما بعد البزول إلا النقصان . السديس من الإبل : ما دخل في السنة الثامنة وذلك إذا ألقى السن التي بعد الرباعية . والسدس ، بالتحريك : السن قبل البازل ، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأن الإناث في الأسنان كلها بالهاء ، إلا السدس السديس والبازل . ويقال : لا آتيك سديس عجيس ، لغة في سجيس . وإزار سديس وسداسي ، والسدوس : الطيلسان . وفي الصحاح : سدوس بغير تعريف ، وقيل : هو الأخضر منها ; قال الأفوه الأودي :


                                                          والليل كالدأماء مستشعر     من دونه ، لونا كلون السدوس



                                                          الجوهري : وكان الأصمعي يقول : السدوس ، بالفتح ، الطيلسان . شمر : يقال : لكل ثوب أخضر سدوس وسدوس وسدوس ، بالضم : اسم رجل ; وقال ابن بري : الذي حكاه الجوهري عن الأصمعي هو المشهور من قوله ; وقال ابن حمزة : هذا من أغلاط الأصمعي المشهورة ، وزعم أن الأمر بالعكس مما قال : هو أن سدوس بالفتح ، اسم الرجل ، وبالضم ، اسم الطيلسان ، وذكر أن سدوس بالفتح ، يقع في موضعين : أحدهما سدوس الذي في تميم و ربيعة وغيرهما ، والثاني في سعد بن نبهان لا غير . وقال أبو جعفر محمد بن حبيب : وفي تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة ، وفي ربيعة سدوس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ; فكل سدوس في العرب ، فهو مفتوح السين إلا سدوس بن أصمع بن أبي عبيد بن ربيعة بن نضر بن سعد بن نبهان في طيء ؛ فإنه بضمها . قال أبو أسامة : السدوس ، بالفتح ، الطيلسان الأخضر . والسدوس ، بالضم ، النيلج . وقال ابن الكلبي : سدوس الذي في شيبان ، بالفتح ، وشاهده قول الأخطل :


                                                          وإن تبخل سدوس بدرهميها     ؛ فإن الريح طيبة قبول



                                                          وأما سدوس ، بالضم ، فهو في طيء لا غير . والسدوس : النيلنج ، ويقال : النيلج وهو النيل ; قال امرؤ القيس :


                                                          منابته مثل السدوس ، ولونه     كلون السيال ، وهو عذب يفيص



                                                          قال شمر : سمعته عن ابن الأعرابي : بضم السين ، وروي عن أبي عمرو ، بفتح السين ، وروى بيت امرئ القيس :


                                                          إذا ما كنت مفتخرا ، ففاخر     ببيت مثل بيت بني سدوس



                                                          بفتح السين ، أراد خالد بن سدود النبهاني . ابن سيده : وسدوس وسدوس : قبيلتان ، وسدوس في بني ذهل بن شيبان ، بالفتح ، سدوس ، بالضم ، في طيء ; قال سيبويه : يكون للقبيلة والحي ؛ فإن قلت ولد سدوس كذا أو من بني سدوس ، فهو للأب خاصة ; وأنشد ثعلب :


                                                          بني سدوس زتتوا بناتكم     إن فتاة الحي بالتزتت



                                                          والرواية : بني تميم زهنعوا فتاتكم ، وهو أوفق لقوله فتاة الحي . الجوهري : سدوس ، بالفتح ، أبو قبيلة ; وقول يزيد بن حذاق العبدي :


                                                          وداويتها حتى شتت حبشية     كأن عليها سندسا وسدوسا



                                                          السدوس : هو الطيلسان الأخضر . وقد ذكرنا في ترجمة ( شتت ) من هذه الترجمة أشياء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية