الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سطر ]

                                                          سطر : السطر والسطر : الصف من الكتاب والشجر والنخل ونحوها ; قال جرير :


                                                          من شاء بايعته مالي وخلعته [ ص: 182 ] ما يكمل التيم في ديوانهم سطرا



                                                          والجمع من كل ذلك أسطر وأسطار وأساطير ; عن اللحياني ، وسطور . ويقال : بنى سطرا وغرس سطرا السطر الخط والكتابة . وهو في الأصل مصدر ، الليث : يقال : سطر من كتب سطر من شجر معزولين ونحو ذلك ; وأنشد :


                                                          إني وأسطار سطرن سطرا     لقائل يا نصر نصرا نصرا



                                                          وقال الزجاج في قوله تعالى : وقالوا أساطير الأولين ; خبر الابتداء محذوف ، المعنى ، وقالوا : الذي جاء به أساطير الأولين معناه سطره الأولون وواحد الأساطير أسطورة كما قالوا أحدوثة وأحاديث سطر يسطر إذا كتب قال الله تعالى : ن والقلم وما يسطرون ; أي وما تكتب الملائكة ، وقد سطر الكتاب يسطره سطرا سطرة واستطره ، وفي التنزيل : وكل صغير وكبير مستطر ; وسطر يسطر سطرا كتب واستطر مثله ، قال أبو سعيد الضرير : سمعت أعرابيا فصيحا ; يقول : أسطر فلان أي تجاوز السطر الذي فيه اسمي ، فإذا كتبه قيل : سطره . ويقال : سطر فلان فلانا بالسيف سطرا إذا قطعه به كأنه سطر مسطور ، ومنه قيل : لسيف القصاب ساطور ، الفراء : يقال للقصاب : ساطر سطار وشصاب ومشقص ولحام وقدار وجزار ، وقال ابن برزج : يقولون للرجل إذا أخطأ فكنوا عن خطئه أسطر فلان اليوم وهو الإسطار بمعنى الإخطاء ، قال الأزهري : هو ما حكاه الضرير عن الأعرابي . أسطر اسمي أي جاوز السطر الذي هو فيه . الأساطير : الأباطيل . والأساطير : أحاديث لا نظام لها واحدتها إسطار وإسطارة ، بالكسر ، أسطير وأسطيرة وأسطور وأسطورة بالضم ، وقال قوم : أساطير جمع أسطار أسطار جمع سطر ، وقال أبو عبيدة : جمع سطر على أسطر ثم جمع أسطر على أساطير ، وقال أبو الحسن : لا واحد له ، وقال اللحياني : واحد الأساطر أسطورة أسطير أسطيرة إلى العشرة ، قال : ويقال : سطر ويجمع إلى العشرة أسطارا ثم أساطير جمع الجمع سطرها ألفها سطر علينا أتانا بالأساطير ، الليث : يقال : سطر فلان علينا يسطر إذا جاء بأحاديث تشبه الباطل . يقال : هو يسطر ما لا أصل له أي يؤلف . وفي حديث الحسن : سأله الأشعث عن شيء من القرآن فقال : له والله إنك ما تسيطر علي بشيء أي ما تروج . يقال : سطر فلان على فلان إذا زخرف له الأقاويل ونمقها ، وتلك الأقاويل الأساطير . والسطر والمسيطر والمصيطر : المسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله ، وأصله من السطر لأن الكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر مسيطر ، يقال : سيطرت علينا وفي القرآن : لست عليهم بمسيطر ; أي مسلط ، يقال : سيطر يسيطر تسيطر يتسيطر فهو مسيطر ومتسيطر وقد تقلب السين صادا لأجل الطاء . وقال الفراء في قوله تعالى : أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ; قال : المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين ، وقال الزجاج : المسيطرون الأرباب المسلطون ; يقال : قد تسيطر علينا وتصيطر ، بالسين والصاد ، والأصل السين ، وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادا ، يقال : سطر وصطر وسطا عليه وصطا . وسطره أي صرعه . والسطر : السكة من النخل . والسطر : العتود من المعز ، وفي التهذيب : من الغنم والصاد لغة والمسيطر : الرقيب الحفيظ ، وقيل : المتسلط وبه فسر قوله عز وجل : لست عليهم بمسيطر ; وقد سيطر علينا وسوطر ، الليث : السيطرة مصدر المسيطر وهو الرقيب الحافظ المتعهد للشيء ، يقال : قد سيطر يسيطر وفي مجهول فعله إنما صار سوطر ، ولم يقل سيطر لأن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة ، كما أنك تقول من آيست أويس يوأس ومن اليقين أوقن ويوقن ؛ فإذا جاءت ياء ساكنة بعد ضمة ، لم تثبت . ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واوا في حال مثل قولك أعيس بين العيسة وأبيض وجمعه بيض ، وهو فعلة وفعل ، فاجترت الياء ما قبلها فكسرته ، وقالوا : أكيس كوسى وأطيب طوبى ؛ وإنما توخوا في ذلك أوضحه وأحسنه ، وأيما فعلوا فهو القياس ; وكذلك يقول بعضهم في : قسمة ضيزى ; إنما هو فعلى ، ولو قيل : بنيت على فعلى لم يكن خطأ ، ألا ترى أن بعضهم يهمزها على كسرتها ، فاستقبحوا أن يقولوا سيطر لكثرة الكسرات فلما تراوحت الضمة والكسرة كان الواو أحسن ، وأما يسيطر فلما ذهبت منه مدة السين رجعت الياء . قال أبو منصور : سيطر جاء على فيعل فهو مسيطر ولم يستعمل مجهول فعله ، وينتهي في كلام العرب إلى ما انتهوا إليه ، قال : وقول الليث لو قيل بنيت ضيزى على فعلى لم يكن خطأ ؛ هذا عند النحويين خطأ لأن فعلى جاءت اسما ولم تجئ صفة وضيزى عندهم فعلى وكسرت الضاد من أجل الياء الساكنة ، وهي من ضزته حقه أضيزه إذا نقصته ، وهو مذكور في موضعه ؛ وأما قول أبي داود الإيادي :


                                                          وأرى الموت قد تدلى من الحض     ر على رب أهله الساطرون



                                                          فإن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر ، وهو مدينة بين دجلة والفرات ، غزاه سابور ذو الأكتاف فأخذه وقتله . التهذيب : المسطار الخمر الحامض ، بتخفيف الراء ، لغة رومية ، وقيل : هي الحديثة المتغيرة الطعم والريح ، وقال : المسطار من أسماء الخمر التي اعتصرت من أبكار العنب حديثا بلغة أهل الشام ، قال : وأراه روميا لأنه لا يشبه أبنية كلام العرب ; قال : ويقال : المسطار بالسين ، قال : وهكذا رواه أبو عبيد في باب الخمر وقال : هو الحامض منه ، قال الأزهري : المسطار أظنه مفتعلا من صار قلبت التاء طاء . الجوهري : المسطار ، بكسر الميم ، ضرب من الشراب فيه حموضة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية