الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 703 ] قوله تعالى: لن تنالوا البر آية : 92

                                          [3808] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، أخبرني محمد بن شعيب ، أخبرني شيبان ، حدثني إسحاق السبيعي ، عن أبيه، عن أبي عبيدة ، عن أبيه عبد الله ، لن تنالوا البر قال: البر: الجنة

                                          [3809] حدثنا أبي ، ثنا دحيم ، ثنا الوليد ، عن شيبان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، فذكر مثله. قال أبو محمد : وروي عن عمرو بن ميمون ، والسدي ، نحو ذلك

                                          [3810] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان في قوله: لن تنالوا البر التقوى

                                          الوجه الثالث:

                                          [3811] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قوله: البر قال: ما ثبت في القلوب من طاعة الله

                                          قوله تعالى: حتى تنفقوا مما تحبون

                                          [3812] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ وهب ، أن مالكا أخبره، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، سمع أنس بن مالك ، يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس : فلما نزلت هذه الآية : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ ذلك مال (رابح)، وقد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين -قال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

                                          [ ص: 704 ] [ 3813] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا مالك يعني: ابن مغول، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، أن ابن عمر كان يصلي فقال: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتق جارية كان أراد أن يتزوجها

                                          [3814] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، قال: لما نزلت: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بفرس له يقال له: سبل، فقال: هذا يا رسول الله في سبيل الله، فقال لأسامة: "خذها قال: فكأنه وجد في نفسه، فقال: قد قبلها الله منك" .

                                          قوله تعالى: وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم

                                          [3815] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي ، فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد المروذي ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة ، قوله: وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم يقول محفوظ ذلك لكم والله به عليم شاكر له.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية