الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سقب ]

                                                          سقب : السقب ولد الناقة ، وقيل : الذكر من ولد الناقة بالسين لا غير وقيل : هو سقب ساعة تضعه أمه ، قال الأصمعي : إذا وضعت الناقة ولدها ، فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى ، فإذا علم فإن كان ذكرا ، فهو سقب ، وأمه مسقب ، الجوهري : ولا يقال : للأنثى سقبة ، ولكن حائل ; فأما قوله ، أنشده سيبويه :


                                                          وساقيين مثل زيد وجعل سقبان ممشوقان مكنوزا العضل

                                                          فإن زيدا وجعلا ، هاهنا ، رجلان . وقوله سقبان ، إنما أراد هنا : مثل سقبين في قوة الغناء ، وذلك لأن الرجلين لا يكونان سقبين ، لأن نوعا لا يستحيل إلى نوع ، وإنما هو كقولك مررت برجل أسد شدة أي هو كأسد في الشدة ، ولا يكون ذلك حقيقة ، لأن الأنواع لا تستحيل إلى الأنواع ، في اعتقاد أهل الإجماع . قال سيبويه : وتقول مررت برجل الأسد شدة ، كما تقول مررت برجل كامل ، لأنك أردت أن ترفع شأنه ; وإن شئت استأنفت ، كأنه قيل له ما هو ; ولا يكون صفة ، كقولك مررت برجل أسد شدة ، لأن المعرفة لا توصف بها النكرة ، ولا يجوز نكرة أيضا لما ذكرت لك . وقد جاء في صفة النكرة ، فهو في هذا أقوى ، ثم أنشد ما أنشدتك من قوله . وجمع السقب أسقب ، وسقوب ، وسقاب وسقبان ; والأنثى سقبة ، وأمها مسقب ومسقاب . والسقبة عندهم : هي الجحشة . قال الأعشى يصف حمارا وحشيا :


                                                          تلا سقبة قوداء مهضومة الحشا     متى ما تخالفه عن القصد يعذم

                                                          وناقة مسقاب إذا كانت عادتها أن تلد الذكور . وقد أسقبت الناقة إذا وضعت أكثر ما تضع الذكور ; قال رؤبة بن العجاج يصف أبوي رجل ممدوح :


                                                          وكانت العرس التي تنخبا     غراء مسقابا لفحل أسقبا

                                                          قوله أسقبا : فعل ماض ، لا نعت لفحل ، على أنه اسم مثل أحمر ، وإنما هو فعل وفاعل في موضع النعت له . واستعمل الأعشى السقبة للأتان ، فقال :


                                                          لاحه الصيف والغيار وإشفا     ق على سقبة كقوس الضال

                                                          الأزهري : كانت المرأة في الجاهلية ، إذا مات زوجها ، حلقت رأسها ، وخمشت وجهها ، وحمرت قطنة من دم نفسها ، ووضعتها على رأسها ، وأخرجت طرف قطنتها من خرق قناعها ، ليعلم الناس أنها مصابة ; ويسمى ذلك السقاب ، ومنه قول خنساء :


                                                          لما استبانت أن صاحبها ثوى     حلقت وعلت رأسها بسقاب

                                                          والسقب : القرب . وقد سقبت الدار ، بالكسر ، سقوبا أي قربت ، وأسقبت ; أسقبتها أنا : قربتها . وأبياتهم متساقبة أي متدانية . ومنه الحديث : الجار أحق بسقبه . السقب ، بالسين والصاد ، في الأصل : القرب . يقال : سقبت الدار وأسقبت إذا قربت . ابن الأثير : ويحتج بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار ، وإن لم يكن مقاسما ، أي إن الجار أحق بالشفعة من الذي ليس بجار ، ومن لم يثبتها للجار تأول الجار على الشريك ، فإن الشريك يسمى جارا ; قال : ويحتمل أن يكون أراد : أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره ، كما جاء في الحديث الآخر : أن رجلا قال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، إن لي جارين ، فإلى أيهما أهدي ؟ قال : إلى أقربهما منك بابا . والسقب والصقب والسقيبة : عمود الخباء . وسقوب الإبل : أرجلها ، عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          لها عجز ريا وساق مشيحة     على البيد تنبو بالمرادي سقوبها

                                                          والصاد ، في كل ذلك ، لغة . والسقب : الطويل من كل شيء ، مع ترارة . الأزهري في ترجمة صقب : يقال للغصن الريان الغليظ الطويل سقب ; وقال ذو الرمة :


                                                          سقبان لم يتقشر عنهما النجب

                                                          قال : وسئل أبو الدقيش عنه ، فقال : هو الذي قد امتلأ ، وتم عام في كل شيء من نحوه ; شمر : في قوله سقبان أي طويلان ، ويقال صقبان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية