الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سقف ]

                                                          سقف : السقف : غماء البيت ، والجمع سقف وسقوف ، فأما قراءة من قرأ : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ; فهو واحد يدل على الجمع ، أي لجعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضة ، وقال الفراء : في قوله : سقفا من فضة ; : إن شئت جعلت واحدتها سقيفة ، وإن شئت جعلتها جمع الجمع كأنك قلت سقفا وسقوفا ثم سقفا كما قال :


                                                          حتى إذا بلت حلاقيم الحلق

                                                          وقال الفراء : سقفا إنما هو جمع سقيف كما تقول كثيب وكثب ، وقد سقف البيت يسقفه سقفا والسماء سقف على الأرض ، ولذلك ذكر في قوله تعالى : السماء منفطر به ، والسقف المرفوع ; وفي التنزيل العزيز : وجعلنا السماء سقفا محفوظا ; والسقيفة : كل بناء سقفت به صفة أو شبهها مما يكون بارزا ، ألزم هذا الاسم لتفرقة ما بين الأشياء ، السقف السماء ، والسقيفة الصفة ، ومنه سقيفة بني ساعدة ، وفي حديث اجتماع المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة : هي صفة لها سقف فعيلة بمعنى مفعولة . ابن سيده : وكل طريقة دقيقة طويلة من الذهب والفضة ونحوهما من الجوهر سقيفة . والسقيفة : لوح السفينة ، والجمع سقائف ، وكل ضريبة من الذهب والفضة إذا ضربت دقيقة طويلة : سقيفة ; قال بشر بن أبي خازم يصف سفينة :


                                                          معبدة السقائف ذات دسر     مضبرة جوانبها رداح

                                                          والسقائف طوائف ناموس الصائد ; قال أوس بن حجر :


                                                          فلاقى عليها من صباح مدمرا     لناموسه من الصفيح سقائف

                                                          وهي كل خشبة عريضة أو حجر سقفت به قترة ، غيره : والسقيفة كل خشبة عريضة كاللوح أو حجر عريض يستطاع أن يسقف به قترة أو غيرها ; وأنشد بيت أوس بن حجر ، والصاد لغة فيها ، والسقائف : عيدان المجبر كل جبارة منها سقيفة ; قال الفرزدق :


                                                          وكنت كذي ساق تهيض كسرها     إذا انقطعت عنها سيور السقائف

                                                          الليث : السقيفة خشبة عريضة طويلة توضع ، يلف عليها البواري ، فوق سطوح أهل البصرة . والسقائف : أضلاع البعير . التهذيب : وأضلاع البعير تسمى سقائف جنبيه ، كل واحد منها سقيفة ، والسقف : أن تميل الرجل على وحشيها ، والسقف ، بالتحريك : طول في انحناء سقف سقفا ، وهو أسقف ، وفي مقتل عثمان ، رضي الله عنه : فأقبل رجل مسقف بالسهام فأهوى بها إليه أي طويل وبه سمي السقف لعلوه وطول جداره . والمسقف : كالأسقف وهو بين السقف ، ومنه اشتق أسقف النصارى ، لأنه يتخاشع ; قال المسيب بن علس يذكر غواصا :


                                                          فانصب أسقف رأسه لبد     نزعت رباعيتاه الصبر

                                                          ونعامة سقفاء : طويلة العنق . والأسقف : المنحني ، وحكى ابن بري قال : السقفاء من صفة النعامة ; وأنشد :


                                                          والبهو بهو نعامة سقفاء

                                                          الأسقف : رئيس النصارى في الدين ، أعجمي تكلمت به العرب ولا نظير له إلا أسرب ، والجمع أساقف وأساقفة ، وفي التهذيب : الأسقف رأس من رءوس النصارى . وفي حديث أبي سفيان وهرقل : أسقفه على نصارى الشام أي جعله أسقفا عليهم وهو العالم الرئيس من علماء النصارى ، وهو اسم سرياني ، قال : ويحتمل أن يكون سمي به لخضوعه وانحنائه في عبادته ، وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أسقف من سقيفاه ; وهو مصدر كالخليفى من الخلافة ، أي لا يمنع من تسقفه وما يعانيه من أمر دينه وتقدمته ، ويقال : لحي سقف أي طويل مسترخ ، وقال الفراء : أسقف اسم بلد وقالوا أيضا : أسقف نجران . وأما قول الحجاج : إياي وهذه السقفاء ، فلا يعرف ما هو ، وحكى ابن الأثير عن الزمخشري قال : قيل : هو تصحيف ، قال : والصواب شفعاء جمع شفيع لأنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان ، فيشفعون في أصحاب الجرائم ، فنهاهم عن ذلك لأن كل واحد منهم يشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع في قوله : إياي وهذه الزرافات ، وسقف : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية