الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سندر ]

                                                          سندر : السندرة : السرعة . والسندرة : الجرأة . ورجل سندر ، على فنعل ، إذا كان جريئا . والسندر : الجريء المتشبع . والسندرة : ضرب من الكيل غراف جراف واسع . والسندر : مكيال معروف ؛ وفي حديث علي ، عليه السلام :


                                                          أكيلكم بالسيف كيل السندره



                                                          قال أبو العباس أحمد بن يحيى : لم تختلف الرواة أن هذه الأبيات لعلي ، عليه السلام :


                                                          أنا الذي سمتني أمي حيدره     كليث غابات غليظ القصره
                                                          أكيلكم بالسيف كيل السندره

                                                          قال : واختلفوا في السندرة ، فقال ابن الأعرابي وغيره : هو مكيال كبير ضخم مثل القنقل والجراف ، أي أقتلكم قتلا واسعا كبيرا ذريعا ، وقيل : السندرة امرأة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل ، أي أكيلكم كيلا وافيا ، وقال آخر : السندرة العجلة ، والنون زائدة ، يقال : رجل سندري إذا كان عجلا في أموره حادا ، أي أقاتلكم بالعجلة وأبادركم قبل الفرار ، قال القتيبي : ويحتمل أن يكون مكيالا اتخذ من السندرة ، وهي شجرة يعمل منها النبل والقسي ، ومنه قيل : سهم سندري ، وقيل : السندري ضرب من السهام والنصال منسوب إلى السندرة ، وهي شجرة ، وقيل : هو الأبيض منها ، ويقال قوس سندرية ؛ قال الشاعر ، وقال ابن بري : هو لأبي الجندب الهذلي :


                                                          إذا أدركت أولاتهم أخرياهم     حنوت لهم بالسندري الموتر

                                                          والسندري : اسم للقوس ، ألا تراه يقول : الموتر ؟ وهو منسوب إلى السندرة ، أعني الشجرة التي عمل منها هذه القوس ، وكذلك السهام المتخذة منها [ ص: 274 ] يقال لها سندرية . وسنان سندري إذا كان أزرق حديدا ؛ قال رؤبة :


                                                          وأوتار غيري سندري مخلق

                                                          أي : غير نصل أزرق حديد ، وقال أعرابي : تعالوا نصيدها زريقاء سندرية ؛ يريد طائرا خالص الزرقة . والسندري : الرديء والجيد ، ضد السندري من شعرائهم . قيل : هو شاعر كان مع علقمة بن علاثة وكان لبيد مع عامر بن الطفيل ، فدعي لبيد إلى مهاجاته فأبى ؛ وقال :


                                                          لكيلا يكون السندري نديدتي     وأجعل أقواما عموما عماعما

                                                          وفي نوادر الأعراب : السنادرة الفراغ وأصحاب اللهو والتبطل ؛ وأنشد :


                                                          إذا دعوتني فقل يا سندري     للقوم أسماء وما لي من سمي

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية