الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 51 ) باب الأذان في السفر وإن كان المرء وحده ليس معه جماعة ولا واحد طلبا لفضيلة الأذان ضد قول من سئل عن الأذان في السفر فقال : لمن يؤذن اللعاب ؟ فتوهم أن الأذان لا يؤذن إلا لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة ، والأذان وإن كان الأعم أنه يؤذن لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة فقد يؤذن أيضا طلبا لفضيلة الأذان ، ألا ترى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر مالك بن الحويرث وابن عمه إذا كانا في السفر بالأذان والإقامة ، وإمامة أكبرهما أصغرهما ، ولا جماعة معهم تجتمع لأذانهما وإقامتهما .

              398 1 - قال أبو بكر : وفي خبر أبي سعيد : إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له " فالمؤذن في البوادي وإن كان وحده إذا أذن طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن يصلي بلا أذان ولا إقامة . وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أن المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس .

              والمؤذن في البوادي والأسفار وإن لم يكن هناك من يصلي معه صلاة جماعة ، كانت له هذه الفضيلة لأذانه بالصلاة إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يخص مؤذنا في مدينة ولا في قرية دون مؤذن في سفر وبادية ، ولا مؤذنا يؤذن لاجتماع الناس إليه للصلاة جماعة دون مؤذن لصلاة يصلي منفردا .

              399 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي ، نا عبد الأعلى ، عن حميد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، [ ص: 239 ] سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا وهو في مسير له يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " على الفطرة " قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : " خرج من النار " ، فاستبق القوم إلى الرجل ، فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية