الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سهك ]

                                                          سهك : السهك : ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عرق ، وتقول : إنه لسهك الريح ، وقد سهك سهكا وهو سهك ؛ قال النابغة :


                                                          سهكين من صدأ الحديد كأنهم تحت السنور جنة البقار



                                                          ولولا لبسهم الدروع التي قد صدئت ما وصفهم بالسهك ، والسهك والسهكة : قبح رائحة اللحم إذا خنز ، وسهكت الريح وسهكت الدابة سهوكا : جرت جريا خفيفا ، وقيل : سهوكها استنانها يمينا وشمالا ، وأساهيكها ضروب جريها واستنانها ؛ وأنشد ثعلب :


                                                          أذرى أساهيك عتيق أل



                                                          أراد ذي أل وهو السرعة . وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر ، والمسهك ممر الريح ، وفرس مسهك : أي سريع الجري ، الجوهري : السهك بالتحريك ريح السمك وصدأ الحديد ، يقال : يدي من السمك وصدأ الحديد - سهكة ، كما يقال : يدي من اللبن والزبد وضرة ، ومن اللحم غمرة . وسهوكته فتسهوك أي أدبر وهلك . وسهكه يسهكه لغة في سحقه ، سهك الشيء يسهكه سهكا سحقه . وقيل : السهك الكسر ، والسحق بعد السهك ، وسهكت الريح التراب عن وجه الأرض تسهكه سهكا كسحقته ، وذلك التراب سيهك ، ويقال : سهكت الريح إذا أطارت ترابها ، قال الكميت :


                                                          رمادا أطارته السواهك رمددا



                                                          وريح ساهكة وسهوك وسيهك وسيهوك وسهوج وسيهج وسيهوج ومسهكة : عاصف قاشرة شديدة المرور ؛ وأنشد :


                                                          بساهكات دقق وجلجال



                                                          وقال النمر بن تولب :


                                                          وبوارح الأرواح كل عشية     هيف تروح وسيهك تجري



                                                          وسهكت الريح : أي مرت مرا شديدا ، والمسهكة : ممرها ؛ قال أبو كبير الهذلي :


                                                          ومعابلا صلع الظبات كأنها     جمر بمسهكة تشب لمصطلي



                                                          وفي الصحاح : بمعابل صلع الظبات . وبعينه ساهك مثل العائر ، أي : رمد وحكة ، ولا فعل له ، إنما هو من باب الكاهل والغارب ، وخطيب سهاك : بليغ . عن كراع ؛ والسهوك : العقاب ، والسهوكة : الصرع ، وقد تسهوك ، وفي النوادر يقال : سهاكة من خبر ولهاوة ، أي : تعلة كالكذب ، وتقول : سهكت العطر ثم سحقته ، فالسهك كسرك إياه بالفهر ثم تسحقه ، وقول الأعشى :


                                                          وحثثن الجمال يسهكن بالبا     غز والأرجوان خمل القطيف



                                                          أراد أنهن يطأن خمل القطائف حتى يتحات الخمل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية