الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سوج ]

                                                          سوج : ساج سوجا : ذهب وجاء ؛ قال :


                                                          وأعجبها فيما تسوج عصابة من القوم شنخفون غير قضاف



                                                          ابن الأعرابي : ساج يسوج سوجا وسواجا وسوجانا إذا سار سيرا رويدا ؛ وأنشد :


                                                          غراء ليست بالسئوج الجلنخ



                                                          أبو عمرو : السوجان الذهاب والمجيء . والسوج : علاج من الطين يطبخ ويطلي به الحائك السدى . والسوج : موضع . والساج الطيلسان الضخم الغليظ ؛ وقيل : هو الطيلسان المقور ينسج كذلك ؛ وقيل : هو طيلسان أخضر ، وقول الشاعر :


                                                          وليل تقول الناس في ظلماته     سواء صحيحات العيون وعورها
                                                          كأن لنا منه بيوتا حصينة [ ص: 294 ]     مسوحا أعاليها وساجا كسورها



                                                          إنما نعت بالاسمين لأنه صيرهما في معنى الصفة ، كأنه قال : مسودة أعاليها مخضرة كسورها ، كما قالوا : مررت بسرج خز صفته ، نعت بالخز وإن كان جوهرا لما كان في معنى لين . وتصغير الساج : سويج ، والجمع سيجان . ابن الأعرابي : السيجان الطيالسة السود ، واحدها ساج . وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس في الحرب من القلانس ما يكون من السيجان الخضر ؛ جمع ساج ، وهو الطيلسان الأخضر ؛ وقيل : الطيلسان المقور ينسج كذلك ، كأن القلانس تعمل منها أو من نوعها ؛ ومنهم من يجعل ألفه منقلبة عن الواو ، ومنهم من يجعلها عن الياء ؛ ومنه حديثه الآخر : أنه زر ساجا عليه وهو محرم فافتدى ؛ وحديث أبي هريرة : أصحاب الدجال عليهم السيجان ؛ وفي رواية : كلهم ذو سيف محلى ساج ؛ وفي حديث جابر : فقام في ساجة ؛ هكذا جاء في رواية ، والمعروف بساجة ، وهو ضرب من الملاحف منسوجة . والساج : خشب يجلب من الهند ، واحدته ساجة . والساج : شجر يعظم جدا ، ويذهب طولا وعرضا ، وله ورق أمثال التراس الديلمية ، يتغطى الرجل بورقة منه فتكنه من المطر ، وله رائحة طيبة تشابه رائحة ورق الجوز مع رقة ونعمة ؛ حكاه أبو حنيفة . ابن الأعرابي : يقال : الساجة الخشبة الواحدة المشرجعة المربعة ، كما جلبت من الهند ؛ ويقال للساجة التي يشق منها الباب : السليجة . وسواج : جبل ؛ قال رؤبة :


                                                          في رهوة غراء من سواج     والسوج : موضع ، والله أعلم .



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية