الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سول ]

                                                          سول : سولت له نفسه كذا : زينته له . وسول له الشيطان : أغواه وأنا سويلك في هذا الأمر : عديلك . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن ؛ التسويل : تحسين الشيء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله . وفي التنزيل العزيز : بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ؛ هذا قول يعقوب - عليه السلام - لولده حين أخبروه بأكل الذئب يوسف فقال لهم : ما أكله الذئب بل سولت لكم أنفسكم في شأنه أمرا أي زينت لكم أنفسكم أمرا غير ما تصفون ، وكأن التسويل تفعيل من سول الإنسان ، وهو أمنيته أن يتمناها فتزين لطالبها الباطل وغيره من غرور الدنيا ، وأصل السول مهموز عند العرب ، استثقلوا ضغطة الهمزة فيه فتكلموا به على تخفيف الهمز ؛ قال الراعي فيه فلم يهمزه :


                                                          اخترنك الناس إذ رثت خلائقهم واعتل من كان يرجى عنده السول

                                                          والدليل على أن أصل السول همز - قراءة القراء قوله عز وجل : قد أوتيت سؤلك ياموسى أي أعطيت أمنيتك التي سألتها . والتسول : استرخاء البطن ، والتسون مثله . والسول : استرخاء ما تحت السرة من البطن ، ورجل أسول وامرأة سولاء وقوم سول . ابن سيده : الأسول الذي في أسفله استرخاء ؛ قال المتنخل الهذلي :


                                                          كالسحل البيض جلا لونها     سح نجاء الحمل الأسول

                                                          أراد بالحمل السحاب الأسود . وسحاب أسول أي مسترخ بين السول ، وقد سول يسول سولا ، وامرأة سولاء . والأسول من السحاب : الذي في أسفله استرخاء ولهدبه إسبال . ودلو سولاء : ضخمة ؛ قال :

                                                          سولاء مسك فارض نهي

                                                          وسلت أسال سوالا : لغة في سألت ؛ حكاها سيبويه ، وقال ثعلب : سوالا وسوالا كجوار وجوار ، وحكى أبو زيد : هما يتساولان ، فهذا يدل على أنها واو في الأصل على هذه اللغة ، وليس على بدل الهمز . ورجل سولة على هذه اللغة : سئول ، وحكى ابن جني : سوال وأسولة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية