الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى .

                                                                                                                                                                                                                                      في نزولها ثلاثة أقوال . أحدها: أنها نزلت في جميع الكفار ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس . والثاني: أنها في أهل الكتاب ، قاله قتادة ، والسدي ، ومقاتل . والثالث: أنها في المنافقين ، قاله مجاهد . واشتروا بمعنى استبدلوا ، والعرب تجعل من آثر شيئا على شيء مشتريا له ، وبائعا للآخر . والضلالة والضلال بمعنى واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيها للمفسرين ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أن المراد هاهنا الكفر ، والمراد بالهدى: الإيمان روي عن الحسن وقتادة والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها الشك ، والهدى: اليقين .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنها الجهل ، والهدى: العلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي كيفية استبدالهم الضلالة بالهدى ثلاثة أقوال . أحدها: أنهم آمنوا ثم كفروا ، قاله مجاهد . والثاني: أن اليهود آمنوا بالنبي قبل مبعثه ، فلما بعث كفروا به ، [ ص: 38 ] قاله مقاتل . والثالث: أن الكفار لما بلغهم ما جاء به النبي من الهدى فردوه واختاروا الضلال ، كانوا كمن أبدل شيئا بشيء ، ذكره شيخنا علي بن عبيد الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية