الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 509 ] سورة المزمل

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله: المزمل : أصله المتزمل، فأدغمت التاء في الزاي يقال: تزمل يتزمل تزملا. فإذا أريد الإدغام اجتلبت همزة الوصل، وبهذا الأصل قرأ أبي بن كعب. وقرأ عكرمة "المزمل" بتخفيف الزاي وتشديد الميم، اسم فاعل، على هذا فيكون فيه وجهان، أحدهما: أن أصله المزتمل على مفتعل فأبدلت التاء ميما وأدغمت، قاله أبو البقاء ، وهو ضعيف. والثاني: أنه اسم فاعل من زمل مشددا، وعلى هذا فيكون المفعول محذوفا، أي: المزمل جسمه. وقرئ كذلك، إلا أنه بفتح الميم اسم مفعول منه، أي: الملفف. والتزمل: التلفف. يقال: تزمل زيد بكساء، أي: التف به. قال ذو الرمة:


                                                                                                                                                                                                                                      4362- وكائن تخطت ناقتي من مفازة ومن نائم عن ليلها متزمل



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 510 ] وقال امرؤ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                      4363- كأن ثبيرا في أفانين ودقه     كبير أناس في بجاد مزمل



                                                                                                                                                                                                                                      وهو كقراءة بعضهم المتقدمة. وفي التفسير: أنه نودي بذلك لالتفافه في كساء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية