الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فما ربحت تجارتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      من مجاز الكلام ، لأن التجارة لا تربح ، وإنما يربح فيها ، ومثله قوله تعالى: بل مكر الليل والنهار [ سبأ: 33 ] يريد: بل مكرهم في الليل والنهار . ومثله فإذا عزم الأمر [ محمد: 21 ] أي: عزم عليه وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                      حارث قد فرجت عني همي فنام ليلي وتجلى غمي



                                                                                                                                                                                                                                      والليل لا ينام ، بل ينام فيه ، وإنما يستعمل مثل هذا فيما يزول فيه الإشكال ، ويعلم مقصود قائله ، فأما إذا أضيف إلى ما يصلح أن يوصف به ، وأريد به ما سواه ، لم يجز ، مثل أن تقول: ربح عبدك ، وتريد: ربحت في عبدك . وإلى هذا المعنى ذهب الفراء ، وابن قتيبة ، والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية