الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ تاريخ النسء عند العرب ]

قال ابن إسحاق : وكان أول من نسأ الشهور على العرب فأحلت منها ما أحل ، وحرمت منها ما حرم القلمس ، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة . ثم قام بعده على ذلك ابنه ( عباد ) بن حذيفة ، ثم قام بعد عباد : قلع بن عباد ، ثم قام بعد قلع : أمية بن قلع ، ثم قام بعد أمية : عوف بن أمية ، ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنادة بن عوف ، وكان آخرهم ، وعليه قام الإسلام . وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه ، فحرم الأشهر الحرم الأربعة : رجبا ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، والمحرم . فإذا أراد أن يحل منها شيئا أحل المحرم فأحلوه ، وحرم مكانه صفر فحرموه ، ليواطئوا عدة الأربعة الأشهر الحرم . فإذا أرادوا الصدر قام فيهم فقال : اللهم إني قد أحللت لك أحد الصفرين ، الصفر الأول ، ونسأت الآخر للعام المقبل [ ص: 45 ] فقال في ذلك عمير بن قيس ( جذل الطعان ) أحد بني فراس بن غنم ( بن ثعلبة ) بن مالك بن كنانة ، يفخر بالنسأة على العرب :

:


لقد علمت معد أن قومي كرام الناس أن لهم كراما     فأي الناس فاتونا بوتر
وأي الناس لم نعلك لجاما     ألسنا الناسئين على معد
شهور الحل نجعلها حراما

قال ابن هشام : أول الأشهر الحرم المحرم .

التالي السابق


الخدمات العلمية