الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(مقدمة وفيها فصول:

الفصل الأول:

في ترجمة إمامي السنة أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي)

فأما أبو الحسن الأشعري فهو الإمام الناصر للسنة إمام المتكلمين علي بن إسماعيل بن أبي بشر، إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، واسم أبي موسى: عبد الله بن قيس، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورضي عنه، ترجمه الحافظان أبو القاسم بن عساكر في كتاب "تبيين المفتري على أبي الحسن الأشعري"، وأبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام، وقبلهما الحافظ أبو بكر الخطيب في التاريخ، ثم التاج السبكي في الطبقات، والعماد بن كثير الحافظ في الطبقات أيضا، ما بين مطول ومختصر، ما حاصله:

ولد سنة ستين، وقيل: سنة سبعين، والأول أشهر، أخذ علم الكلام أولا عن شيخه أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي، شيخ المعتزلة، ثم فارقه لمنام رآه، ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك إظهارا، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة، ونادى بأعلى صوته: "من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وأن الله لا يرى في الدار الآخرة بالأبصار، وأن العباد يخلقون أفعالهم، وها أنا تائب من الاعتزال، معتقد الرد على المعتزلة".

التالي السابق


الخدمات العلمية