الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    [ ص: 357 ] سورة المنافقين

                                                                                                                                                                    439 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: ولكن المنافقين لا يفقهون ثم قال بعده: ولكن المنافقين لا يعلمون ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    لما قالوا: لا تنفقوا على من عند رسول الله ختم بأنهم" لا يفقهون " أي: لا يفهمون أن الأرزاق على الله تعالى، وأن منعهم ذلك لا يضرهم؛ لأن الله تعالى يرزقهم إذا منعوهم من جهة أخرى، فلما كان الفكر في ذلك أمرا خفيا يحتاج إلى فكر وفهم، وأن خزائن الله سبحانه مقدورته إذا شاءها قال: (لا يفقهون) .

                                                                                                                                                                    وأما: (لا يعلمون) : فرد على عبد الله بن أبي حين قال: ليخرجن الأعز منها الأذل لأن ذلك يدل على عدم علمه أن العزة لله وللرسول، يعز من يشاء ويذل من يشاء، فمنه العزة وهو معطيها لمن يشاء، وليس ذلك إلى غيره، وذلك من الأمور الظاهرة لمن عرف الله تعالى، فجهلهم [ ص: 358 ] بقولهم ذلك مع ظهور دليله.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية