الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 291 ] باب ميراث الولاء يعني - والله أعلم - الميراث بالولاء . وأضاف الميراث إليه ; لأنه سببه ، فإن الشيء يضاف إلى سببه ، كما يقال : دية الخطأ ، ودية العمد . وإنما قلنا ذلك ; لأن الولاء لا يورث ، وإنما يورث به . وهذا قول الجمهور . روي نحو ذلك عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وزيد ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وأسامة بن زيد ، وأبي مسعود البدري ، وأبي بن كعب . وبه قال عطاء ، وطاوس وسالم ، الزهري ، والحسن ، وابن سيرين ، وقتادة ، والشعبي ، وإبراهيم ، ومالك والشافعي وأهل العراق ، وداود . وجعل شريح الولاء موروثا كالمال . ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إنما الولاء لمن أعتق } . وقوله { : الولاء لحمة كلحمة النسب . } والنسب يورث به ولا يورث ، فكذلك الولاء . ولأن الولاء إنما يحصل بإنعام السيد على عبده بالعتق ، وهذا المعنى لا ينتقل عن المعتق ، فكذلك الولاء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية