الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في الأكل ثمانية وعشرون خصلة .

النوع الثالث : حكى بعض الأصحاب أن في الأكل ثمانية وعشرين خصلة أربع فريضة : أكل الحلال ، والرضا بما قسم الله تعالى ، والتسمية على الطعام ، والشكر لله سبحانه . وأربع سنن : أن يأكل بيمينه ، ومما يليه ، ويغض طرفه عن جليسه ، ويؤثر على نفسه المحتاج .

وعشرون [ ص: 152 ] أدبا ، وهي أن لا يأكل متكئا ولا منبطحا ، ولا من وسط الصحفة ، ويأكل بثلاث أصابع ، ويلعق أصابعه إذا فرغ ، ويمسح الصحفة ، ويصغر اللقم ، ويجيد المضغ ، ويطيل البلع ، ولا يأكل إلا عند حضور صاحب الطعام ، ولا يأكل إلا مطمئنا ويأكل ما ينثر ويلفظ ما بين أسنانه فيلقيه ، ولا ينفخ الطعام ، بل يدعه حتى يبرد ولا يتنفس فيه ، ويجلس مفترشا .

وإن تربع فلا بأس ، ويوسع لجليسه . ولا يلقم أحدا معه إلا بإذن صاحب الطعام ، ويغسل يده إذا أكل ، ويأكل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام ، وثلث للشراب وثلث للنفس } ذكره السامري . ، وقد تقدم كله أو قليل منه . وتقدم أن التسمية والشكر سنة لا فريضة . نعم شكر المنعم واجب .

وأما المسنون فالحمد والثناء في أواخر الطعام . والله ولي الإنعام . .

التالي السابق


الخدمات العلمية