الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5197 ) فصل : والموالي بعضهم لبعض أكفاء ، وكذلك العجم ، قال أحمد رحمه الله في رجل من بني هاشم له مولاة : يزوجها الخراساني ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : { موالي القوم من أنفسهم } . هو في الصدقة ، فأما في النكاح فلينكح . وذكر القاضي رواية عن أحمد ، أن مولى القوم يكافئهم ; لهذا الخبر ، { ولأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج زيدا وأسامة عربيتين ، } ولأن موالي بني هاشم ساووهم في حرمان الصدقة ، فيساوونهم في الكفاءة

                                                                                                                                            وليس هذا بصحيح ; فإنه يوجب أن يكون الموالي أكفاء للعرب ، فإن المولى إذا كان كفء سيده كان كفؤا لمن يكافئه سيده ، فيبطل اعتبار المنصب ، وقد قال أحمد هذا الحديث في الصدقة ، لا في النكاح . ولهذا لا يساوونهم في استحقاق الخمس ، ولا في الإمامة ، ولا في الشرف . وأما زيد وأسامة ، فقد استدل بنكاحهما عربيتين على أن فقد الكفاءة لا يبطل النكاح ، واعتذر أحمد عن تزويجهما ، بأنهما عربيان ، فإنهما من كلب ، وإنما طرأ عليهما رق . فعلى هذا يكون هذا حكم كل عربي الأصل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية