الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 361 ] سورة "ق"

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب

                                                                                                                                                                                                                                      2 - الكلام في ق والقرآن المجيد بل عجبوا ؛ كالكلام في ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا ؛ سواء بسواء؛ لالتقائهما في أسلوب واحد؛ و"المجيد": ذو المجد؛ والشرف؛ على غيره من الكتب؛ ومن أحاط علما بمعانيه؛ وعمل بما فيه؛ مجد عند الله؛ وعند الناس؛ وقوله: "بل عجبوا"؛ أي: كفار مكة؛ أن جاءهم منذر منهم ؛ أي: محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب؛ وهو أن ينذرهم بالمخوف رجل منهم؛ قد عرفوا عدالته؛ وأمانته؛ ومن كان كذلك لم يكن إلا ناصحا لقومه؛ خائفا أن ينالهم مكروه؛ وإذا علم أن مخوفا أظلهم؛ لزمه أن ينذرهم؛ فكيف بما هو غاية المخاوف؟! وإنكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث؛ مع علمهم بقدرة الله (تعالى) على خلق السماوات والأرض وما بينهما؛ وعلى اختراع كل شيء؛ وإقرارهم بالنشأة الأولى؛ مع شهادة العقل بأنه لا بد من الجزاء؛ ثم عول على أحد الإنكارين بقوله: فقال الكافرون هذا شيء عجيب

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية