الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          صعفق

                                                          صعفق : الصعفقة : ضآلة الجسم . والصعافقة : قوم يشهدون السوق وليست عندهم رءوس أموال ، ولا نقد عندهم ، فإذا اشترى التجار شيئا دخلوا معهم فيه واحدهم صعفق وصعفقي وصعفوق ، وهو الذي لا مال له ، وكذلك كل من ليس له رأس مال . وفي حديث الشعبي : ما جاءك عن أصحاب محمد فخذه ودع ما يقول هؤلاء [ ص: 242 ] الصعافقة ، أراد أن هؤلاء ليس عندهم فقه ، ولا علم بمنزلة أولئك التجار الذين ليس لهم رءوس أموال ، وفي حديثه الآخر : أنه سئل عن رجل أفطر يوما من رمضان ، فقال : ما تقول فيه الصعافقة ؟ الأزهري : وقال أعرابي : ما هؤلاء الصعافقة حولك ؟ ويقال : هم بالحجاز مسكنهم . والصعفوق : اللئيم من الرجال ، والصعافقة : رذالة الناس . والصعافقة : قوم كان آباؤهم عبيدا فاستعربوا ، وقيل : هم قوم باليمامة من بقايا الأمم الخالية ضلت أنسابهم ، واحدهم صعفقي ، وقيل : هم خول هناك ، ويقال لهم بنو صعفوق وآل صعفوق ؛ قال العجاج :


                                                          من آل صعفوق وأتباع أخر من طامعين لا ينالون الغمر



                                                          وقيل : إنه أعجمي لا ينصرف للعجمة والمعرفة ولم يجئ على فعلول شيء غيره ، وأما الخرنوب فإن الفصحاء يضمونه ويشددونه مع حذف النون ، وإنما يفتحه العامة ، وقال الأزهري : كل ما جاء على فعلول ، فهو مضموم الأول مثل زنبور وبهلول وعمروس ، وما أشبه ذلك إلا حرفا جاء نادرا ، وهو بنو صعفوق لخول باليمامة وبعضهم يقول صعفوق بالضم ؛ قال ابن بري : رأيت بخط أبي سهل الهروي على حاشية كتاب : جاء على فعلول صعفوق وصعقول لضرب من الكمأة وبعكوكة الوادي لجانبه ؛ قال ابن بري : أما بعكوكة الوادي وبعكوكة الشر فذكرها السيرافي وغيره بالضم لا غير أعني بضم الباء ، وأما الصعقول لضرب من الكمأة فليس بمعروف ، ولو كان معروفا لذكره أبو حنيفة في كتاب النبات وأظنه نبطيا أو أعجميا . الجوهري : الصعافقة جمع صعفقي وصعافيق ، وقال أبو النجم :


                                                          يوم قدرنا والعزيز من قدر     وآبت الخيل وقضين الوطر
                                                          من الصعافيق وأدركنا المئر



                                                          أراد بالصعافيق أنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ، ولا سلاح وقوة على قتالنا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية