الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5331 ) فصل : وعبد المرأة له النظر إلى وجهها وكفيها لقول الله تعالى { : أو ما ملكت أيمانهن } وروت أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا كان لإحداكن مكاتب ، فملك ما يؤدي ، فلتحتجب منه } قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وعن أبي قلابة قال : كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتجبن من مكاتب ما بقي عليه دينار رواه سعيد في ( سننه ) وعن أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها ، وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها ، وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلقى ، قال : إنه ليس عليك بأس ، إنما هو أبوك وغلامك } رواه أبو داود وكره أبو عبد الله له أن ينظر إلى شعر مولاته وهو قول سعيد بن المسيب وطاوس ومجاهد والحسن وأباح له ذلك ابن عباس لما ذكرنا من الآيتين والخبرين ; ولأن الله تعالى قال : { ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات إلى قوله : ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض } ولأنه يشق التحرز منه ، فأبيح له ذلك كذوي المحارم .

                                                                                                                                            وقال أصحاب الشافعي : هو محرم حكمه حكم المحارم من الأقارب ، في أحد الوجهين لما ذكرنا من الدليل ; ولأنه محرم عليها ، فكان محرما كالأقارب ولنا ما روى ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : سفر المرأة مع عبدها ضيعة } رواه سعيد ; ولأنها لا تحرم عليه على التأبيد ولا يحل له استمتاعها ، فلم يكن محرما كزوج أختها ; ولأنه غير مأمون عليها ، إذ ليست بينهما نفرة المحرمية ، والملك لا يقتضي النفرة الطبيعية ، بدليل السيد مع أمته . وإنما أبيح له من النظر ما تدعو الحاجة إليه ، كالشاهد والمبتاع ونحوهما وجعله بعض أصحابنا كالأجنبي ، لما ذكرناه والصحيح ما قلنا إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية