الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ صقل ]

                                                          صقل : الصقل : الجلاء . صقل الشيء يصقله صقلا وصقالا ، فهو مصقول وصقيل : جلاه والاسم الصقال ، وهو صاقل ، والجمع صقلة ، وقال يزيد بن عمرو بن الصعق :


                                                          نحن رءوس القوم يوم جبله يوم أتتنا أسد وحنظله     نعلوهم بقضب منتخله
                                                          لم تعد أن أفرش عنها الصقله

                                                          والمصقلة : التي يصقل بها السيف ونحوه . والصيقل : شحاذ السيوف وجلاؤها ، والجمع صياقل وصياقلة دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأربع التي توجب دخول الهاء في هذا الضرب من الجمع ولكن على حد دخولها في الملائكة والقشاعمة . والصقيل : السيف . وصقال الفرس : صنعته وصيانته ، يقال : الفرس في صقاله ؛ أي : صوانه وصنعته . ويقال : جعل فلان فرسه في الصقال ؛ أي : في الصوان والصنعة ، قال أبو النجم يصف فرسا :


                                                          حتى إذا أثنى جعلنا نصقله

                                                          قال شمر : نصقله ؛ أي : نضمره ، ويقال نصقله ؛ أي : نصنعه بالجلال والعلف والقيام عليه ، وهو صقال الخيل . وفي حديث أم معبد : ولم تزر به صقلة أي : دقة ونحول ، وقال شمر في قولها لم تزر به صقلة تريد ضمره ودقته ؛ وقال كثير :


                                                          رأيت بها العوج اللهاميم تغتلي     وقد صقلت صقلا وشلت لحومها

                                                          أبو عمرو : صقلت الناقة إذا أضمرتها وصقلها السير : إذا أضمرها ، وشلت ؛ أي : يبست ، قال : والصقل الخاصرة أخذ من هذا ، وقال غيره : أرادت أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا ، ولا ناحلا جدا ولكن رجلا رتلا ، ورواه بعضهم : ولم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة فالثجلة استرخاء البطن والصعلة صغر الرأس وبعضهم يرويه : ولم تعبه نحلة ، ويروى بالسين على الإبدال من الصاد سقلة . ابن سيده : والصقلة والصقل الخاصرة والصقلان القربان من الدابة وغيرها ؛ وفي التهذيب : من كل دابة ؛ قال ذو الرمة :


                                                          خلى لها سرب أولاها وهيجها     من خلفها لاحق الصقلين همهيم

                                                          والصقل الجنب والصقل انهضام الصقل والصقل الخفيف من الدواب ؛ قال الأعشى :


                                                          نفى عنه المصيف وصار صقلا     وقد كثر التذكر والفقود

                                                          ويروى : وصار صعلا ، وقلما طالت صقلة فرس إلا قصر جنباه ، وذلك عيب . ويقال : فرس صقل بين الصقل إذا كان طويل الصقلين . أبو عبيدة : فرس صقل إذا طالت صقلته وقصر جنباه ؛ وأنشد :


                                                          ليس بأسفى ولا أقنى ولا صقل

                                                          ورواه غيره : ولا سغل ، والأنثى صقلة ، والجمع صقال ، وهو الطويل الصقلة ، وهي الطفطفة ، والعرب تسمي اللبن الذي عليه دواية رقيقة مصقولة الكساء . ويقول أحدهم لصاحبه : هل لك في مصقول الكساء ؛ أي : في لبن قد دوى ؛ قال الراجز :


                                                          فهو إذا ما اهتاف أو تهيفا


                                                          ينفي الدويات إذا ترشفا


                                                          عن كل مصقول الكساء قد صفا

                                                          اهتاف ؛ أي : جاع وعطش ؛ وأنشد الأصمعي :


                                                          فبات له دون الصبا وهي قرة     لحاف ومصقول الكساء رقيق

                                                          أي : بات له لباس وطعام هذا قول الأصمعي ؛ وقال ابن الأعرابي : أراد بمصقول الكساء ملحفة تحت الكساء حمراء ، فقيل له : إن الأصمعي يقول : أراد به رغوة اللبن ، فقال : إنه لما قاله استحى أن يرجع عنه . أبو تراب ؛ عن الفراء : أنت في صقع خال وصقل خال ؛ أي : في ناحية خالية ، قال : وسمعت شجاعا يقول : صقعه بالعصا وصقله وصقع به الأرض وصقل به الأرض ؛ أي : ضرب به الأرض . ومصقلة : اسم رجل ، قال الأخطل :


                                                          دع المغمر لا تسأل بمصرعه     واسأل بمصقلة البكري ما فعلا

                                                          وهو مصقلة بن هبيرة من بني ثعلبة بن شيبان . والصقلاء : موضع ؛ وقوله أنشده ثعلب :

                                                          [ ص: 263 ]

                                                          إذا هم ثاروا وإن هم أقبلوا     أقبل مسماح أريب مصقل

                                                          فسره فقال : إنما أراد مصلق فقلب ، وهو الخطيب البليغ ، وقد ذكر في موضعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية